جديد

الأربعاء، 9 أبريل 2014

أنا والشعر



عبقٌ مـِن الشِّعرِ النَّدِيّ َبَـدَا لِيـَا
العِشْقُ دَائِـي والقَـرِيضُ دَوَائِيـا
قـدرٌ عليَّ بـأنْ أَقـودَ مَرَاكِبـي
وَأَشُقَّ في الظلمـاتِ بحراً عاتِيـا
إنِّي صَبُوتُ إلي الجمـالِ فَأَشْرَقَتْ
مِنِّكَ المُنَى ، هَـلَّا رَحِمْتَ فُؤَادِيـا!!
يـَا زَهْوَةَ الأَيّـَامِ يـَا عبقَ الدُّنَى
إنِّـي ظَمِئتُ، فَـلا تَدَعْنِي صَادِيـا
يَـا مُلهـمَ الشُّعـراءِ إِنِّي عَـاشِقٌ
والشِّعْرُ يَقْتُـلُ إِنْ تَغَـلْغَـلَ جَانِيـا
فَشَرعتُ أَكتبُ مـَا يَجُولُ بِخَاطِرِي
أَرْوِي حُروفـِي نَبْضَ قلـبٍ حَانِيـَا
أَشْدُو بِشِعِـري حَيثُ كُـنتُ مُغَرِّداً
وَالـطيرُ تَشدُو حَيْثُ تَأْلَـفُ وَادِيـا
********
يَـا رَاكِبـاً ظَهـرَ القَصيـد مُـؤَمِّلاَ
كُـنْ فَـارِساً بينَ الليـوثِ وَعَـادِيـا
امْلـِكْ زِمَـامَ الشِّعـرِ واحْبِكْ سَبْكَـهُ
الشِّعـرُ صـرحٌ والخُيـولُ عَوَادِيـا
الشعـرُ مَـدْرَسةٌ لَهَـا تَـارِيخُهَـا
فَجَمِيـلُ شِعْـرِكَ للقلـوبِ غَـوَادِيـا
الشعـرُ بحـرٌ ، والعَروضُ شِرَاعُـهُ
والبحـرُ يَعشـقُ شاعـراً مُتَجَـافِيـا
الشِّعـرُ بَيـنَ  جَـزَالـةٍ وَعُذُوبـَةٍ
نَبْـعٌ  تَـدَفّـقََ  سَلسبيـلاً  صَافِيـا
*******
أَدْمَى فُـؤَادِي مَـا سَمعْتُ وَمَـا أَرَى
الشِّعـرُ يَـذْوِي وَالبُحُـورُ بَـوَاكِيـا
قَـلْبِي تَفَطَّرَ ، حِينَ أَسْمَـعُ (شَاعِـراً)
فَـإِذَا بِـهِ مِـنْ كُـلِّ شيءٍ خَاوِيـا
قَـدْ بَاتَ يُنْعَتُ شَاعِـرٌ ذَاكَ الـذِي
جَهِـلَ الْعروضَ،عَنِ الْفَصَاحِةِ نَائِيـا
مُتَطَفّـِلٌ ، مُتَحَذْلـِقٌ ، مَتَفَـلْسِفٌ
حَمَلَ اللوَاءَ ، فَهَـلْ يَرُومُ قَيَادِيـا؟!
مَـا كُـلُّ مَنْ لَبِسَ الْقَصِيدَ بِشَاعِـرِ
حَتَـى وَإِنْ كَـانَ النَّسِيجُ يَمَـانِيـا
********
إِنّـِي لأنْـظُـرُ للحطيئـةِ وَافِقـاً
وَالْبُحْتـُرِيُّ وَكُـلُّهُـمْ لِـي سَاقِيـا
أَنـَا مَنْ تَمَرَّسَ بَينَ وَافِـرِ شِعْرِهِمْ
وَرَضَعْتُ مِنْ عَلْمِ الْعَرُوضِ لِبَانِيـا
فَقَرَأْتُ شِعْـرَ السَّابِقِيـنَ عُصَورهُـمْ
وَعَشِقْتُ سِحْرَ الشِّعْرِ ، فَـاضَ بَيَانِيـا
وَشَمَمْتُ عَطْرَهُـمُ وَزَاكِي مَسْكَهُـمْ
فَـاخْتَرْتُ أَجْمَلَـهُ لِحُسْنِ مَقَـالِيـا
يَـا مَالِـكُ بنُ الرِّيبِ خَلفَـكَ شَاعِرٌ
شَقَّ الْمـَدَى، رَامَ النُّجُـومَ عَوَالِيـا
فَـاهْنَأ بِقَبْرِكَ - لَـمْ تَمُتْ - دُمْ خالداً
الـنَّبَعُ نَبْعُـكَ  والْـقُطُوفُ تَـوَالِيـا
********
إنِّـي عَشقْتُ الشَّعرَ مُنذُ طُفُـولَتِـي
وَعلمْـتُ أَنِّـي فِـي بُحُورِكَ ثَاوِيـَا
أحْبَبْتُ هَـذا النَّبْـعَ مـِنْ عَلْيَـائِـهِ
فَجَمَـالُ شِعْرِي مِـنْ جَمَالِ سَمَائِيـا
وَمَلَـكْتُ سِحْـر بيـانـِهِ وَبـدِيعِـِه
وَنَسَجْتُ مِـنْ دُرِّ الْحروفِ كِسَائِيـا
هَـذَا جَـوَادِي لا يَكَـلُّ مَخَـافَـةً
الشعرُ سَيْفِي إِنْ جَهِلْـتَ مكـانيـا
إنْ كَـانَ شِعرِي صَادِقـاً فِي نَبْضـِهِ
سَلِـمَ القريضُ وَمَـا عَـوَجْتُ لِسَانِيـا
وَوَهَبْتُ نَفْسِي أَنْ أَصُـونَ كـَرَامَتِـي
عَـنْ كُـلِّ شَائِبـَةٍ  تَشِيـنُ رِدَائِيـا
وَسمُـوتُ للعليـاءِ أَقطِـفُ نجمهـا
فَـالكوكبُ الـدُّرِّيُّ يُشـرقُ زَاهِيـا
*********
يَـا أَيُّهَـا الشُّعَـرَاءُ ، كَـمْ أَحْبَبْتُكُـمْ
وَبِسَاحِكُـمْ ، إِنِّـي أَحُـطُّ رِحَـالِيـا
فَتَحِيَّتِـي مَـنْ قَـالَ شِعْراً صَادِقـاَ
وَمَـوَدَّتِـي مَـنْ رَامَ وَصْلَ كَمَالِيـا
الْمُسْكُ شِعْرِي، إنْ سَألتـمْ مـن أنـا
هِـيَ قِصَّتِي، وَبِمَـا عَلَـيَّ وَمَـا لِيـا

****
شحده البهبهاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق