جديد

الأحد، 11 يناير 2015

" أَعْدَدْتَ أُسْداً "




مهداة إلى الأخ إسماعيل هنية سدد الله خطاه
مَا جئتُ أمدحُ إلا بِالَّذِي وَجَبَا.... مَنْ جاوزَ الصدقَ أَمسى مدحُهُ تَعَبَا
ما كنتُ أتركُ مَن أَضحى لنا علماً .... إنَّ العظيمَ لَمَحْمُودٌ بِما اكْتَسَبَا
يا بَارِئ الكونِ أَمْطرْ جمعَنا غَدقاً..... برحمةٍ مِنك تجعلْ أَمننا رَغَبَا
إنِّي لأقْسِمُ أنِّي ما وصفتُ سُدَى....بـَل قلتُ حقاً وصدقاً بالذي وَجَبَا
مَالي بمدحِكَ إنجازٌ أحققُهُ .... بل جئتُ أطلبُ عذراً مِنك مُصْطَحِبَا
أنِّي مدحتُ أَخاً فـي اللهِ صَيْرهُ...... ربُّ البريةِ كَي يَرقَى بِنا عَرَبَا
طُفتُ البلادَ فما شَاهدتُ أذْهلنِي... مِن جَورَ حكامهم في ظُلمِهِم عَجَبَا
يا خيرَ مَن أنْجبتْ أَرضِي لأمتِهَا....وخيرَ مَن في زمانِ الذلِّ مُنْتَصِبَا
يا من عَرَفْناهُ جباراً على خُلِقٍ......لم يَرهبِ الحقَ لا قولاً ولا رَهَبَا
ما كنْتَ ممَّن أصابَ الضعفُ نخوتَهُم. .فباتَ يَدْنُو مَن السهلِ الذي اقْتَرَبَا
النَّاهبينَ مِنَ الأموالِ مَـا وَجَدُوا.... الرَّافعينَ مِنَ الآمـالِ مَـا خَرُبَا
الحَاملينَ سيوفَ الظلمِ مُشْرَعَةً ....على الشِّعُوبِ بـلا ذنبٍ وَلا سَبَبَا
أَنَرْتَجِي النصرَ ممَّنْ خَانوا أمتَهُم.... طَوعاً لِمَنْ وَطِئُوا هَامَاتِهِم كَشَبَا
خارتْ عَزائمُهُم فِي حِبِّ ما إقْتَرفُوا... فأصْبحَ الذُلُّ مَركوباً لِمن رَكِبَا
وراهنَ البعضُ أنَّا لَنْ نقومَ ضُحَى..أوْ نَهزمَ الشَّرَّ، ظَنَّ النصرَ مُحْتَجَبَا
وكمْ تَمادَى زَعِيمٌ ظالمـاً صَلفـاً...... وعَاونَ الشَّرَّ جَهراً غَيرَ مُنْتَقِبَا
يَهوَى السُّقُوطَ ويعلُو فِـي عداوَتِهِ... وكمْ يَغُصُّ بماءِ الحقدِ مَنْ رَسَبَا
واسْتَبعدَ النَّاسُ نَصْراً كانَ مَطْلَبَهُم .....حتَى أَتَيْتَ فَكنتَ الخيرَ والرُعُبَا
خيراً لشعبِكَ كمْ تسعَى لعزَّتِهِ..... رُعْباً على مَنْ أَتَى للأرضِ مُغْتَصِبَا
فالخيرُ فيكَ بِمـا قَدَّمْتَ مِنْ عملٍ..... الفجرَ أَنْت تَؤُمُّ الناسَ والخُطَبَا
الرَّاشدُونَ أقَامُـوهَا وقـدوتهم .... خيرُ الأنامِ وَفعـلُ الخيرِ مُكْتَسَبَا
لم تَرهبْ الموتَ أو تَحسبْ لهُ سَبَباُ... فكنتَ أشْجَعُ مَنْ لاقَى إِذا غَضِبَا
أَعْددْتَ أُسْداً وَعينُ اللهِ تَحرسُهُم...... أَضحُوا مِثَالاً لنا، صدقاً لما انْتَسَبَا
هُمْ حَافظُونَ كتابَ اللهِ مَقْصدَهُم....... وجنّةُ الخلدِ مَأوَى كلِّ مَنْ رَغِبَا
هُمْ ثلةٌ مِنْ رجـالِ الصدقِ نَعرِفُهُم     ....  الـلهُ ثَبَّتَهَـم نصراً بِهِـم كَتَبَا
جَاءَ العدوُ وَمَنْ فِي صفِهِم وَقَفُوا... جاءُوا لِغزةَ ، مَا يَدْرُونَ مَا احْتَجَبَا
جَاءُوا لغزةَ فِـي أَذْهَانِهِم صُوَرٌ ... هـزائمُ العُرْبِ، ظَنُّوهَا لَهُـمْ سَلَبَا
جاءُوا بِصَفْوَتِهِم فِي كُلِّ معركةٍ... صارتْ لَهُمْ نَاراً ، أَمسُوا لَها حَطَبَا
وَشَبَّتِ الأُسْدُ فِي يومِ الوَغَى زُؤَراً.. لِتُمْعَنَ القتلَ فِيمَن أرْضَنَا اغْتَصَبَا
أَخْلصتَ لـلَّهِ ما قدَّمْتَ مِنْ عَملٍ ... كانتْ لـكَ العُقُبَى مِنْ وَاهبٍ وَهَبَا
فَجاءَنَا النصرُ يَسْعَى فِي بَشائِرِه... وَجاءَنا الكُـلُّ يَحْنِي رَأسَهُ عَجَبَا
الآنَ أَنتَ تركْتَ الحكمَ عَن ثِقَةٍ ... لمْ تحكمِ النَّاسَ إِلا بالذِي وَجَبَا
بَراً بِوعدِكَ مَنْ عَاهدْتَ مِنْ عَرَبٍ ... اللهُ يعلمُ مَنْ سَمَّاكَ مَا كَذَبَا
عاهدْتَ مَن حَفَظَ الإسلامَ مِنْ سَقَطٍ.. مَا أَنتَ إِلا أَبٌ فِي كُلِّ مَا صَعُبَا
أَعانَكَ اللهُ يَا مَنْ قُمْتَ تَنْصُرُهُ .... وَسددَ الخَطْوَ والإقـدامَ والأرَبَا
فَصَاحبُ النصرِ مَحْمُودٌ بِعِزَّتِهِ... وَصاحبُ النصرِ مَحْسُودٌ بَما اكْتَسَبَا
يَا خيرَ وَجْهٍ أَنَارَ النَّصرُ غُرَّتَهُ ..... جُوزِيتَ خَيراَ بَما قَدمْتَ مُحْتَسِبَا
هَذي فلسطينُ فِي أَنْحَائِهَا طَرَبٌ..... يَحْدُوا بِهَا أَمَـلٌ للمجدِ مُقْتَرِبَا
أَبْشِرْ بْحُبٍّ مِنَ الرَّحمنِ أَسْكَنَهُ ... مَنْ يَحفظُ العهدَ مَوْرُوثاً وَمُكْتَسَبَا
هَذي الجُمُوعُ تُحَيِّي فِيكَ غَزَّتَهُم.... ارْفَعْ يَديِّكَ وَحَيِّي جَمْعَهُم طَرَبَا
هذي الشَّهادةُ للتْارِيخِ أنْظِمُهَا..... حُبّـاً لِـمَن نصرَ الإسلامَ والعَرَبَا
إنْ كنتُ قصرتُ فِي نَظْمِي فَمَعْذِرةً... وَهَلْ لِشعري يُجَارِي كُلَّ مَا كُتِبَا؟
وكمْ عَلانِي جَفافٌ فِيمَ أَنْظمَهُ .... وَكُنْتُ أَغْرِفُ مِنْ نَهْرٍ وَمـا نَضَبَا
سُتُّونَ عاماً وَزَادَتْ فَوقَهَا كِسَرٌ .... مَـا كُـلُّ يومٍ كَأَيامِ الصِبَا شَبَبَا
إِنَّ الزَّمانَ إِذا أَهْوَى علَى أَحَدٍ ..... لـمْ يُبْقِ عُذْراً لهُ إِلا قَـدِ انْجَذَبَا
إِنِّي اكْتفيتُ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا طَلبِي...... أَلا أَرَى أَحَداً لِلقُـدْسِ مُغْتَصِبَا
عُذرِي إِليكُمْ وَهَذا الجَمْعُ مُجْتَمِعٌ..... أَنِّي أَنَرْتُ سِرَاجَ الشِّعْرِ مُنْتَسِبَا
نَهوَى الكثيرَ مِنَ الآمالِ نَحْصِدُهَا... وَمَنْ يُحَقِّقُ فِي الدُّنْيَا الذي طَلَبَا؟
............
شحده البهبهاني


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق