جديد

الثلاثاء، 4 يوليو 2017

لبغدادَ عشقٌ آخر



خطَّ اليراعُ مع الندى كلماتي

الحبُّ أجملُ ما روتْ صفحاتي

ولقد عرفتُكِ حين أشرقتِ المنى

ورأيتُ وجهَكِ مشرقَ القسماتِ

أدركتُ أنِّي عاشقٌ سُمُرَ اللمى

وعرفتُ أنِّي مقبلٌ لفراتي

ما خطَّ قلبي غيرَ لهفَةِ شاعرٍ

لضياءِ وجهكِ يا ربيعَ حياتي

يا زهرةَ المُدنِ التي أحببتها

أشتاق منها أجملَ البسماتِ

لولا جمالك ما ترنمَّ عاشقٌ

أو غنت الورقاءُ في الشرفاتِ

********

بغدادُ يا مهد الطفولة والصِّبا

دَرجتْ على أعتابها خطواتي

بغداد يا صرح الرشيد وما بنى

أجدادُنا في سالف الأوقاتِ

الشعر أنتِ وزهو كلِّ خميلةٍ

عقدٌ بجيد الغيدِ من سنواتِ

يا نبعَ كلِّ حضارةٍ خلاقة

مأوى العلوم ومنتدى الندواتِ

مَرَّ الغزاةُ عليك سابق عهدهم

هُزِمُوا وما نالوا سوى الحسرات

أسطورةَ الشعبِ الأبيّ بمجدها

وبما تَبوحُ به عقولُ بناةِ

يا قبلة العلماء منذ تأسست

سطعتْ قرونا في دُجى الظلماتِ

رَسختْ منابتها فَكان شموخها

كشموخِ زهوِ النخلِ في الواحاتِ

المجدُ دأبكِ كنتِ أصدقَ شاهدٍ

كالطودِ يروي مجدَ كلِّ أُباةِ

يا مَنْ زرعتِ الخيرَ في رَحِمِ الدُنى

من أرضها نقتات بالخيراتِ

اليوم تُسْقى من مرارة حقدهم

ظلماً فطعمُ الموتِ في الطرقاتِ

من ذا يصدقُ ما يُقالُ وما يُرى

ابن الرشيد* مشرَّدٌ بشتاتِ ؟؟

بكتِ السماءُ مرارةً لسقوطها

بيدِ الغزاةِ ، وجورِ حكمِ طغاةِ

الكلُّ يبكي ما أصاب عرينَها

من نبع دجلةَ أو مصبِّ فراتِ

أين العراقُ حضارة وزعامةً

للباحثين وعازفي النغماتِ

غاب التسامحُ بين جهلِ عقُولِنا

وسيوف حقدٍ أُشرعت لمماتي

وَطَغتْ علينا المهلِكاتُ فلم نعدْ

نُصغي لصوت العقل في الزلاتِ

إن المحبة لن تسودَ قلوبنا

ما دامَ فينا مطلقو النعراتِ

******

يا مذكي النيرانِ بين جوانحي

أهْلكْتَ أهْلَكَ في لظَى الجمراتِ

إن لم تصبْك اليومَ نارُكَ فارتقبْ

فغداً صغارُكَ تذرفُ الدمعاتِ

الكلُّ أصبحَ خاسراً في لحظةٍ

عمَّتْ بها الفوضى سبيلَ حياةِ

لا تسألوا أحداً يعينُ عِراقَنا

إن لم نكنْ للحبِّ خيرَ دعاةِ

لك يا عراق تحيةً ومحبةً

إن المحبةَ سرُّ كلِّ نجاةِ

ــــــــــــــــــــــــ

شحده البهبهاني



الرشيد* :- المقصود هنا هو شارع الرشيد أكبر وأجمل شوارع مدينة بغداد




الخميس، 25 مايو 2017

ما بَالُ أُمَّتِنَا



ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏وقوف‏‏‏

قفْ وابك عصراً بالكرامة عُطِّرَا
بالمسكِ يُكتبُ بالبطولةِ سُطِّرَا

عمَّ البريةَ فيهِ حسنُ قيادةٍ
والعدل أثمرَ والرخاءُ تَبخْتَرا

الكلُّ فيه موشحٌ بسعادةٍ
أَمْنٌ أَمَانٌ حيثُ كنتَ وأكثرا

والخيرُ أضحى في النفوس مُحبباً
والعطفُ أوْرَقَ في القلوبِ وأثمرا

فيهِ الرجالُ يُبايعون لنُصْرَةٍ
وبلالُ يصدحُ بالجهادَ مُكَبِّرا

سلْ حمزةً عن قوسِهِ ، سلْ خالداً
عن سيفِهِ، واشْدُدْ عليهِ المئزرا

بالسيفِ تُكتبُ للشعوبِ مهابةٌ
بالعدلِ والإيمانِ نَرْفَعُ مِنْبَرَا

******
ما بال أُمَّتِنا سيقتلَها الظما
والنبعُ صافٍ والزَلالُ تفجَّرا

فاليومَ نحنُ على شفيرِ مذَلةٍ
سَكَنَ الهوانُ بهِ القلوبَ وَعَسْكَرا

سار الجميعُ إلى المعالي رِفْعَةً
واليومَ أُمَّتُنا تسيرُ القهقرى

مجدٌ تَقَّزَمَ حينَ باتَ يسوُدَنا
فيهِ الرويبضةُ الخسيسُ تأمَّرا

سُلُبتْ كرامةُ أمَّتِي في أرضها
أَوَمَا ترى وطناً يباعُ ويشترى

أَنَّى لِمنْ ألِفَ المذلةَ صاغراً
بينَ الأُسودِ بأنْ يثورَ ويزأرا

أتريدُ عدلاً مِنْ عدوٍ غاصبٍ؟
وامتَّ سيفًا كان دومًا مشْهَرَا

أتريدُ أن يُبْنى السلامُ بعالمٍ
داسَ القوىُّ به الرقابَ تَكَبُّرا؟

******
اللهَ أشكو ظالماً تركَ الهُدى
وَأَماتَ حقاً للأَنام وأنكرا

إنَّا نريدُ من العدالة حَقَّنَا
ونريدُ للإِنسانِ أَنْ يتحررا

ونريدُ أن نَحْيا الحياة كريمةً
ونعافُ كلَّ مَذْلَّةٍ والمُنكرا

بالعدلِ نبني أُمةً وَثَّابةً
بالعزمِ نبني صَرْحَنَا المُتَحدِّرَا

عزمُ الشبابِ عمادُنَا في نهضةٍ
هيَّا نجددُ مجدنا المتعثرا

هيَّا نعيدُ كرامةً مسلوبةً
ونعيدُ للأقصى السليب المنبرا

وَنَضُخُّ في أوطانِنَا خيرَ الدِّمَا
لِنزِيْلَ منها فاسداً مُتخَثْرا
................
شحدة البهبهاني

الخميس، 16 مارس 2017

مَتَى نَصْحُو


 ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏وقوف‏‏‏

                                                   
عيوني ما يَقرُّ لها قرارُ

مدامُعُها على الموتى غِزَارُ

دهانا الشرُ من غَرْبٍ وشرْقٍ

فضاعَ الحقُ وانْسلخَ الذمارُ

فإنْ ماتَ الضميرُ فلا عتابٌ

وإنْ قستِ القلوبُ فلا اعتبارُ

تكالبتِ الذئابُ على صِغاري

فأينَ لهم منَ الغدرِ اعتذارُ

يسودُ الموتُ منْ أضحى ضعيفاً

وشرعُ الغَابِ في القتلِ انتصارُ

فمنْ يرعَى حقوق الناسِ صدقاً؟

ومنْ للعدلِِ إنْ سادَ الفِجَارُ؟

               ********

فمَا أسفي على الدنيا ولكنْ

على مجدٍ يمزقهُ شنارُ

عرفنا ديننا سمحاً ولكن

بلا ذُلٍ فإنَّ الذلَ عارُ

سماحةُ ديننا في كلِّ خيرٍ

وأمَّا الشرُ ليس له جوارُ

وشِيمتنا الحفاظُ على وِدَادٍ

ولكنَّ الودادُ له وقارُ

ورثنا المجدَ من جدٍ لجدٍ

ومجدُ المرءِ عزٌّ وافتخارُ

فمَا لانتْ عريكَتُنا لذُلٍ

ولا نرضى من الغيرِ احتقارُ

نسالمُ من يُسالمنا ولكنْ

لعادينا المذلةُ والشنارُ

               ********

هي الآجالُ سطَّرَها كتابٌ

فلا ينجي من الموتِ الفِرارُ

وكمْ كانتْ عروبتنا بخيرٍ

فصارَ الخيرُ موئِلُهُ قِفارُ

تمزَّقَ ما تمزقَ منْ بلادي

وباتتْ في مرابعنا الِعثَارُ

حضارةُ أمتي مالتْ لِغَرْبٍ

وشمسُ الْعُرْبِ يكسوها العَوارُ

رضينا بالمذلةِ كلَّ صُبْحٍ

وصار الحقُ ليس لهُ نهارُ

وفوضنا الأمور لشر باغٍ

وأهل العقدِ ليسَ لهم قرارُ

                                                  ******

وأغْرانا القعودُ فكانَ حتماً

لمنْ يرضى القعود له ُ انكسارُ

ونخوتنا تميلُ إلى خُنُوعٍ

وكمْ كانتْ لنخوتِنا فِخَارُ

فهل نبقى نصارعُ في ظلامٍ؟

متى نصحو؟، وهل فاتَ القطارُ؟

هو الإسلامُ إيمانٌ ومجدٌ  

لغير الله لمْ يُرْفَعْ شعارُ 
......