جديد

السبت، 21 ديسمبر 2019

غُصْنٌ بلا وَطَن




العمر يمضي وما في الناس من حَزَنِ
وما تبقَّى سوى عملٍ مع الكفنِ


 ُأحْبَبْتُ عمرِي لأشْعارٍ أجمِّلها
إنَّ الجمالَ مع الأخلاق من سنَنَي


أصغيْتُ يومًا لغصنٍ يشتكي ألمًا
ما بالُ قوميَ باعُونِي بلا ثمن


أرى البَرَاعِمَ في فَجْرٍ وَرِزْقَهُمُ
جمعَ القمامة يا للهِ من زَمَنِ


هذا الصغيرُ تَرَى فِي جسْمِهِ عَجبًا
الفقرُ أقعدَهُ ، جوعٌ مع الوَهِنِ


هذا الوليدُ ومَاذا قَدْ عَسَاهُ يَرى
إنْ عاشَ في زمنٍ يشكو من المِحَنِ


يروي تساقطَ أزهارِ الربيعِ ضحًى
وَنَبْتَةُ الزَّهرِ في حوضٍ مِنَ العفنِ


جَفَّتْ عُروقٌ وما في العيشِ مِنْ رغدٍ
كأنَّ فقرَهُمُ قَدْ شُدَّ بالرَّسنِ
 

......
لا تسألوا شهمًا ديستْ مروءَتُهُ
والأنَ يُدفنُ في قبرٍ بلا كفنِ

مَاذا أقولُ وعمْرِي قَدْ ثَوَى عَدَمًا 
غابتْ كرامتُنا ظلمًا مع الوَثَنِ

خيراتُنا نُهِبَتْ ماعادَ يَنْفعُنا
ذاكَ الفتاتُ مِنَ الساداتِ بالمَنَنِ*


جَفَّتْ مَنَابتُنا مِنْ ظلمِ سادتِنا
لا خيرَ فِيهِم ولا غَيثًا مِنَ المُزُنِ


كلَّتْ مناجلُنا ولا حصادَ لنا
والموتُ يَطْوِي جياعًا ، همْ بلا سَكَنِ

......
ما بالُ قومِي أضاعُوا عزَّ أمَّتِهم
وزهرةَ العمرِ باعُوها بلا ثمنِ

ماذا أقولُ وأهلُ العهرِ تَرْجُمُني
أنا الشريفُ وزهرُ الارضِ من فَنَنِي
......
*المَنَّ : الإكثار من ذكر ما قدمه المحسن للفقيرعلى سبيل المباهاه والتفاخر

وجعٌ بقلبي

 

وَجعٌ بِقلبي يعْتريني كُلَّمَا
أدْركتٌ أنَّ الْْعُرْبَ باتتْ حائرةْ


كل الشعوب تحررت من جهلها
وشعوبنا في سوقها هي بائرةْ


باتت بلا خير يعم شبابها
فَكأنَّ أمَّتنا عجوز عاقرةْ


خيراتها نهبت لغير شعوبها
وقعت بأيد كالذئاب الكاسرةْ


جُلُّ العقول مضت لخارج أرضها
أفواجُها مثل الطيور مهاجرةْ


عقمت فلم تنجب رجالا مثلهم
كانوا كواكب والمجرّة سائرةْ


يا أمة البترول جاع صغارها
والخير يجري في مسارب غائرةْ


عار على بلد يبيت على الطوي
والنفط يطفح والمراكب سائرةْ


أنموت جوعا والغنى في ثلة
والبعض يسهر والملاهي عامرةْ


العمر يمضي والأنام بدعوة
تفريج همٍّ لليالي الغابرةْ


شحدة سعيد البهبهاني

الثلاثاء، 19 مارس 2019

عشقٌ لِغَزَّة



عرفتُ السحرَ أَلوانَا....فَكنْتِ المجدَ مُذْ كَانَا
لغزةَ في دَمِي عبقٌ..سرَى عشقاً وَعِرفانـَا
إليكِ الشَّوقُ سيَّرنَا....زرافـاتٍٍ وَوحْدانـَا
يُجمِّعنا رباطُ الحبِّ (م) جِيرانـاً وإِخْوانـََا
يُوحِّدُنَا طريقُ الخيرِ (م)بالإيمـانِ إِحْسانـِا
كَتَبْتِ بِصفحةِ التاريخِ (م) للأجيالِ عِنْوَانـَا
*********
فَدَتِكِ النفسُ ساحرةً ...زَهَتْ بالحسنِ بُسْتَانَا
قدتكِ النفسُ صابرةً ...حَمَلْتِ الصبرَ بُركَانَا
ترابُ الأرضِ مِنْ طُهْرٍ..زَكَاهَا المسكُ رَيْحَانَا
نسيمُكِ طيبٌ عَطِرٌ... شفاء الصدرِ سِلوانـَا
وموجُ البحرِ فِي غَسَقٍ..يُعانقُ مِنْكِ شُطْآنـا
فأنتِ عروسُ سَاحِلِنَا..كُسِيتِ الزهو ألوانـَا
فكمْ غَنَّتْ طيورُ العشقِ (م) للعشاقِ ألحَانَـا
فيا الله مَـا أَشْهَى .. ربيعاً قَاضَ مُزْدَانَـا
ويا الله مـا أَنْدى ... شُروقاً مِنكِ أَشْجَانَـا
******
سَمُوتِ لقمةِ الجوزاءِ (م) بُنْيَانـاً َوإِنْسَانـَا
وَفاضَ العلمُ فِي ألقٍ... طَوَيْنَا الجهلَ أَزْمَانَا
رِجالُكِ فِي الوَغَى أُسْدٌ .وَهُمْ فِي الليلِ رُهْبَانَا
فَأنتِ النصرُ مُنْتَشِياً... هَزَمْتِ الشَّرَ قُطْعَانَـا
وليسَ الموتُ يُرْعِبُنَا .. وَإِنْ سَامُوكِ خُذْلانَـا
فعينُ الـلهِ تَحْرُسُنَا .. وَعينُ الـلهِ تَرْعَانَـا
عَرَفْـَنا الحبَّ إنْجِيلاً ..عَرَفْـَنا الحبَّ قُرْآنـَا

..........
شحده البهبهاني 


لك في وريدي

 

يا موطني انت الفخار على المدى
وأنا بظلك احتمي متنعما


لك في وريدي بصمة لاتنمحي
ويرى اللسان بغير حبك ملجما


فيك الحياة تطيب عيشا كلما
أبصرت فجرك هادئا متبسما


الخير فيك فما أبيت بليلة
إلا أعدد من عطائك أنعما


جمع الأحبة في رباك هدية
ومن الكريم لها محبة منعما


لا تسألوا عما أطاح بحقنا 
أمسى التفرق والتنازع مظلما

مالي بدونك في البلاد مآرب
إن جار خطب ما تركتك مقسما


أهديك عمري راضيا متبسما
إن كان يكفي ان تعيش منعما


...........
شحده البهبهاني 


سنهزم السرطان







الحمد شكري والرضا عنواني
والشكر ذكري في عُرَى الازمان

الموت حق والحياة مريرة
لكنما الإصرار خطُّ بناني
 

جسدٌ هزيلٌ إنما يرنو إلى
صخبِ الحياة وفرحة الخِلان
 

اشتاق للمرح البريء طفولتي
وأنا أقاسي وطأة الكتمان
 

ما أصعب الدنيا إذا عشنا بها
والقلب يشكو حرقة الحرمان
 

فالأمنياتُ تكسرت في مهدها
والزهو فارقها إلى النسيان
 

وتحطمت كل المراكب فجأة
وتناثرت مِزَقاً على الشطآن
 

لن يهزم المرض اللعين إرادتي
فالعزم عزمي والبيان بياني
 

والله يعلم أنني في محنتي
أرجو رضاه وجنة الرضوان


.......
شحده البهبهاني

لك العلياء



قصيدة في رثاء الشهيد  محمد عبد الحفيظ اسماعيل 

 لك الأخلاق والوجه الصبوح
وذاك المسك من جسد يفوح
 

هنا في أرض غزة ليس منا
كثير القول يغريه المديح
 

وما كل الرجال لهم زئير
وإن نطقت فليس لها وضوح
 

هنا في أرض غزة من يباري
أسود الغاب تغدو أو تروح
 

أقول الحق في شهم جريء
له في كل معركة صروح
 

محمد في الوغى أسد هصور
يقود الجمع مقدام سنوح
 

يباري في الوصول إلى حصون
أسودا ما لها أبدا جنوح
 

لها في كل معركة زئير
وليس لها إلى الدنيا طموح
 

وما اقتربت يداه إلى قبيح
يضر به وقد كثر القبيح
 

صلاة الفجر يشهدها خشوعا
نداء الحق إيمان وروح
 

فيا من كنت برا في حياة
وبر الوالدين له شروح
 

لك الحسنى إذا الرحمن نادى
خلود دائم ؛ وجه مليح
 

تخير في الجنان وأنت فيها
لك العلياء والقول الصريح
 

تشفع للأحبة حين تدعا
وطب نفسا كما طاب الضريح


.......
شحده البهبهاني

 

شكوى المقابر

 

في البعض عِرْقٌ لم يزل دَسَّاسا
مهما توارى خفية ودِسَاسا
 

العين تبكي والقلوب تفطرت
فالعُرْب تتخذ العدا حُرَاسا
 

حرموا العباد بظلمهم وتفيئوا
بعد العذاب لشعبهم إفلاسا
 

ما أصعب الزمن الذي عشنا به
بات الكرامُ بقيدهم أنكاسا
 

ما حل فينا طامع في مالنا
إلا وعاد بِحِمْلِه أكياسا
 

يا حسرتاه لما بدا من حالنا
هول المصيبة لا يثير حماسا
 

من ذا يصدق أن عصراً قد بدا
لنرى بِأَطْهَرِ بقعة أنجاسا
 

الله قد جعل البراءة للورى
من كل شِركٍ منهجاً وأساساً
 

الحرب تأكل لحمنا في صبحنا
ومسائنا صرنا لها محماسا
 

الكل ينهش أرضنا في طبخة
حيكت بليل قُسِّمت أسداسا
 

تاهت معالمنا وحار دليلنا
والكل فينا يَضْرب الأخماسا
 

نشكو التفرق والنزاع فما ترى
إلا – ومنهم - كاذباً خَّاسا
 

كل البلاد تموج من كيد العدا
فالناس تشكو ظلمهم أجناسا
 

مات الشريف وما بكته عوائلٌ
والطفل يُقْتَلُ، ما ترى إحساسا
 

والناس تقتل في الشوارع جهرةً
تشكو المقابر موتنا اكداسا
 

وتئن في جوف السجون شريفةٌ
والعار يقرع حولها أجراسا
 

بكت الأرامل يُتمَهُنَ بفاقةٍ
من ذا يُعِينُ لِصِبيَةٍ أحلاسا
 

والله شَرَّفنا بحملِ رسالةً
للعالمين وقد أقام أساسا
 

وقضى بُسُنَتِه التي مِن قبلنا
سيزيلنا إن لم نكن نبراسا
 

والنصر يأتي ما أقام بأنفسٍ
تَهوَ الجهاد ولا تروم نُعاسا
 

يا أمة الإسلام هل من قائد
يحمي الدِيار ويطرد الأنجاسا


..........
شحده البهبهاني


 

أرض عزة



كلُّ الطيورِ لها عشٌ سَيؤويها ... 
وطيرُ غـزةَ يبْقى الموتُ يكْويها
 
هنا بغزةَ نعشُ الموتِ منتظرٌ 
 مرضَى وجرْحَي وجوْعَي بعضُ مَنْ فيها
 
ضاقُ المكانُ وأرضُ اللـهِ واسعةٌ 
والكـلُّ يَنْهَشُهَا مَوْتاً وَيَسْقِيها
 
الموتُ مِنْ جِهَةٍ والفقرُ من جهةٍ.
ذاك الحصارُ وسيفُ الحربِ تَالِيها
 
عشرٌ عِجَافٌ وجفَّ الضرعُ مِنْ سَقَمٍٍ .
والناسُ تَرْوِي فُصُولا من مَآسِيها
 
بأرضِ غـزةَ أشْلاءٌ مُمَـزَّقةٌ.. 
تحتَ الركـامِ، ومـا إِنْسٌ يُوارِيها

**********

نموتُ جوعاً وتبقى الرأسُ عاليةً
.رغمَ الحصارِ فَرِزْقُ اللـهِ كَافِيها
 
هـََذا البلاءُ لهَـا حبًّا ومنزلـةً 
 إنَّ المحبةَ تُعْطَى مـَنْ يُكَافِيها
 
تَعَـاظمَ الجـرحُ لكنَّـا تَسَامِينَا . 
على الجراحِ، وَمَا ذَلَّتْ أعالِيها
 
فَأرضُ غزةَ تبْقَى ثغرََ أُمَتِنَـا .. 
وفـي الثغورِ أُسُودُ الغابِ تَفْدِيهَا
 
يا ربِّ أنْتَ تَرَى ، والحالُ تَعْلَمُهَا .. 
أنتَ المعينُ، وأنتَ اللهُ بَارِيهَا
 
انْصرْ شَبَاباً تَرَبُّوا في مَسَاجِدِهَا.. 
الوعدُ وَعْدُكَ فارْحمْ خَاشِعاً فِيهَا
 
وَأَرْضَ غزةَ ما كَانَتْ لِغَاصِبِهَا ...
 وَأَرْضُ غزةَ ربُّ الكونُ يَحْمِيهَا
 
..........
شحده البهبهاني
 
 
 

شهر الصيام



 
شهرٌ كريمٌ بهِ الخيراتُ ألوانا
شهرٌ تجلى به الرحمنُ إحسانا
 
هلَّ الهلالُ ومنهُ الخيرُ في عبقٍ
مسكُ الصيام يعمُّ الكونَ ريحانا
 
الصوم تقوى وللتقوى محاسنُها
خيرٌ يفيضُ ونرجو الله غفرانا
 
ماذا نريدُ من الدنيا وزينتها
وقدْ سلاها رسولُ الله سلوانا
 
جاءتْ إليه فلمْ يحفلْ بزهوتها
وجاع فيها فكانَ الفضل رضوانا
 
إنَّ الكريم إذا أولاك منزلةً
فانت بالشكرِ أولى الناس إنسانا
 
يا من خلقت بهذا الكون تعمرُهُ 
افْردْ لنفسك ورْدًا واتْلُ قرآنا
 
العيشُ في طاعة الرحمن منزلةٌ
ترقى إليها وفي اللذات خسرانا 
 
وما جني العبد خيرًا من محبتهِ 
والذكر أفضل إنْ تلقاهُ عنوانا
 
وأصغر الخير يزكو حين تفعله
في طاعة الله تسليما وإذعانا
 
والعفوُ يأتي من الرحمن مكرمة 
والذنب يُمْحَى عنِ الإنسان غفرانا
 
الحبُ في الله يعلي شأنَ صاحبهِ
ويكسبُ المرء في الجنات بنيانا
 
فأنت بالخير تدنو من محبتهِ
والشر يورثُ ذلًا ثمَّ حرمانا
 
فاربأ بنفسك عن دنيا يدنسها
فعلُ الشرورِ تجاري فيه شيطانا 
 
والْحَقْ بركب رسول الله في عملٍ
يدنيك منه وتعلو في الورى شانا
 
واجعل شعارك فعل الخير محتسبا
فالله يعطي على الإحسان إحسانا 
 
وصنْ جنانك عن غلٍّ وعنْ حسدٍ
واجعل لنفسك في الأخلاق ميزانا 
 
ارفع يديك قيام العشر في رغبٍ
واجعل نداءك في الأسحار رحمانا
 
ما أجمل الخير في شهرٍ نعظمهُ
نرجوا هداهُ نسوقُ الشكرَ عرفانا 
 
الشهر يمضي ويبقى الأجرُ نطلبهُ
في موسم الخير نُعْطى الخيرَ ألوانا
 
اللهَ أسألُ رضوانا بجنتهِ
وشربةٍ من رسول الله سقيانا
 
*****
شحده البهبهاني
 

هجرة العقول




حَمَلَ الحقيبةَ راحِلاً ما ودَّعَهْ
قاعُ السفينةِ حيثُ بأوي مَرْتَعَهْ
 
ضاعَ الهوىٰ مِنْ قَلْبِهِ في لحظةٍ
كالطَّيرِ يَهْجُرُ عشَّهُ منْ روَّعَهْ!
 
أدمَى الخواطرَ حينَ صاحَ مُودِعاً
"قَدْ نلتقي" والعينُ تسكُبُ أدْمُعَهْ
 
ما عادَ شيءٌ في الوجودِ يَردُّهُ
عَنْ عَزْمِهِ نحو الرحيل لِيَرْدَعَهْ
 
تَرَكَ الأحبَّةِ والبلادَ وأَهلَها
وسعَى لمالٍ في الحياةِ ليَجْمَعَه
 
المالُ يُغْرِي والحضارة والرُّؤى
وتراقصُ الأحلام يَحْرِقُ أَضْلعَهْ
 
ما عاد يَبْحَثُ عَنْ سعادةِ أُمِّهِ
عَنْ دَمْعِها عَلَّ الَّرجا أَنْ يَمْنَعَه
 
هَلْ حُبُّ والدهِ وَمَا أسْدَى لُهُ؟
ذاكَ الحنانُ بقلْبِهِ أنْ يَرْدَعَهْ
 
أينَ المحبةُ، أينَ عَهْدٌ عَاشَهُ
مَنْ حبَّ أرضاً لا يُفارقُ مَوْضِعَهْ
 
قَدْ يعشقُ الإنسانُ حلماً إَّنَما
هولُ الحقيقةُ غَابَ عنهُ ليصرعَه
 
مَا بالُ أرضي تَشْتكِي فَقْدَ الأُلَى
قَدْ أَنجبتْهُم، فالمصيبةُ مُوجعَه
 
تلكَ الغصونُ الزاهياتُ يلوكُهَا
زيفُ الحضارةِ، فاسأَلوا مَنْ رَصَّعَه
 
ماذا تريدُ مِنَ الشبابِ ولَمْ يجدْ
صدراً حنوناً يحتويهِ لِيسْمَعَه
 
الظلم أسْفَرَ عَنْ شبابٍ ضائعٍ
والفقرُ والحرمانُ رَوَّعَ مَضْجَعَه
 
لَهْفِي علَى وطنٍ يضِيعُ بلحظةٍ
تَعْمَى القلوبُ بِها لتبكيَ مَصْرَعَه
 
كم هانَتِ الأوطانُ عنْدَ شبابِنَا
فسعوا لِدَربٍ حالكٍ ما أبْشَعَه
 
جرداءُ أَضحتْ من عُقُولِ شبابِها
تزدادُ ضعْفاً، فالخسارةُ مُوجعَهْ
 
يا أُمَّتِي إنَّ الشبابَ عمادُنا
والخيرُ كلُّ الخيرِ في أنْ نُقْنِعَه
 
يا أُمَّةَ الإسلامِ كُوني قُدْوَةً
اَلعدلُ حقٌّ، ظالمٌ مَنْ ضَيَّعَهْ
 
بالعدلِ سَادتْ أُمَّتِي في حِقْبَةٍ
وطريقُنا نحوَ النجاةِ لِنتْبَعَهْ
...........
شحده البهبهاني
 

وما أحِبُّ سِواكِ

 
ما بالُ قلبي لا يحبُّ سواكِ
أنَّى نظرتُ يشدُّني مَرْآكِ

أَنْزَلْتُ كلَّ رَكائِبي بفنائِكم
فعسايَ أحظَى بالرِضَا وعساكِ

يا بهجَةَ النفسِ التيِ أحببتُهَا
أوقفتُ عمري مُذْ سمعتُ نِداكِ

كمْ شدَّني حُبِّي إليكِ وإنني
قد عِشتُ كلَّ دقيقةٍ أهواكِ

ورأيتُ آلافَ النساءِ وإنَّما
لَمْ تبصرِ العينانَ غيرَ رُؤَاكِ

أحْبَبْتُ فيكِ وداعةً وعذوبةً
وقُسمتِ ليِ سبحانَ مَنْ حَلَّاكِ

أغلقتُ قلبي مِنْ بدايةِ حُبِّنا
مَا عَادَ يخفقُ في الدُّنى لِسِوَاكِ

ما عشتُ إِلَّا بينْ قُبلةِ عاشقٍ
وعِنَاقِ إلفٍ لا يملُّ جَنَاكِ

فاضتْ كؤوسُ العشقِ حتى لَمْ يَعُدْ
في البيتِ كأسٌ لا يحبُّ شِفَاكِ

وتَمَسْمَرَت كلُّ العيونِ وقَدْ بدا
وَجْهٌ صَبُوحٌ إنْ أَطَلَّ سناكِ

وتمايلتْ كلُّ الْغُصُونِ تَعَجُّبَاً
إنْ مالَ قدُّكِ يا لِحُسْنِ بهاكِ

وَغَدَا عبيرُ الروضِ يرتشفُ الندى
ما صَافَحتْ وردَ الربيعِ يَداكِ

وَنَمَتْ بَراعمُ حُبِّنَا حتى بدتْ
كالدوحةِ الْغَنَّاءِ تحتَ سماكِ

العطرُ عِطْرُكِ يا مليكةَ عُشِّنا
والعشقُ كأسُكِ، ما حوتْ يُمْناكِ

يا زهوَ عُمري يا ربيعَ شبابِنَا
أشتاقُ صوَتَكِ إنْ سمعتُ "مَلَاكي"

وَهَجُ الحنينِ يُعِيدُ لي في لحظةٍ
زهوَ الحياةَ لعاشقٍ بحماكِ

حتى فُجُعْتُ بليلةٍ قَدْ هَالَني
فيها النحيبُ، وَمَا سَمِعْتُ نِدَاكِ

أَرَحَلْتِ حقاً يا مليكة عُشِّنَا
أفَمَنْ يدُيرُ إمَارتي إلَّاكِ

هَجَمَ الشتاءُ عليَّ في شيخوختي
كَمْ كانَ دِفْئِي في الشتا سَلْوَاكِ

الناسُ تَرْحَلُ والأحبَةُ مثلُهمْ
لكنْ قلبي مِنْ رَحِيلِكِ باكِ

كَمْ هزَّني وأنا أودعُ مُقْلَتي
والقلبُ دَامٍ، والعيونُ بواكيِ

استمطرُ الدمعَ الهتونَ بنَزْفِها
كلُّ الهمومِ تسابقتْ لهلاكيِ

وتزاحمتْ كلُّ الدموعِ بمقلتي
إنَّ الدموعَ يُعيدُ لي ذكراكِ

أبقيتُ وحدي والمصائب جمَّةٌ
والحزنُ يقتلني، فأينَ دُعاكِ

كلُّ الدقائقِ بَعْدَ موتِكِ صعبةٌ
فجراحُ قلبي أُثخنتْ رحماكِ

في كلِّ يومٍ إنْ خرجتُ لحاجتي
أو عُدْتُ أذكرُ لهفتي للقاكِ

ما إنْ نظرتُ إلى حديقةِ منزلي
صاحتْ أيا عطَشاً فأينَ عَطَاكِ

حبُّ السياحةِ فِطْرَتي لكنني
أوقفتُ عُمري تحتْ ظلِّ سماكِ

كلُّ المعالم لَمْ نَعَدْ نرتادها
تبكي لِنَطْرُقها، فأين يداكِ

يا حلوتي، وسعادتي، وأميرتي
البعدُ يقتلني، فأين رضاكِ

ما عِشت إلَّا تحتَ ظلكِ عاشقاً
ليلايَ أنتِ وما أحبُّ سواكِ

لن أتركَ الذكرى وأغلقَ بَابَها
إنْ لم يكنْ لي في اَلْجِنانِ لقاكِ
.............
شحده البهبهاني
 

رُوَيْدََكِِ مََا مَلَكْتِِ


 
عرفتُ العشقَ مِنْ صبٍ لِصب
لغيرِ الحبِّ مَا اسْلمت قَلبِي
 
أخطُّ الحرفَ بعدَ الحرفِ عِشقاً
وعشقِي للجمالِ عبيرُ كَسْبِي
 
فَحسبِي أَنَّني الحسونُ شدواً
أُغَرِّدً للجمالِ فَذاكَ حَسبِي
 
وحسبِي أَنَّني أُهْدِي قَصيدِي
لِمَنْ عَشِقَ الجمالَ فذاكَ دَربِي
 
******
 
رأيتُ مِنَ الجمالِ صُنوف زَهرٍ
وما كلُّ الجمالِ رأيتُ يُسْبي
 
رأيتُ العقلَ يَهْذِي حينَ يُسْبّى
ومَا يَدْري بشرقٍ أمْ بغربِ
 
رأيتُ البدرَ مُبْتسماً أمامِي
توقفَ كلُّ شيءٍ غيرَ قلبِي
 
تَسامَى في الدلالِ فكانَ زَهواً
فما زَهو الربيعِ بلا مُحبِّ
 
تنفسَ كالضُّحَى فَبَدَا مُنيراً
وَأشْرقَ حينَ أَسْفَرَ بعدَ حَجْبِ
 
تَمايزتِ الوجوهُ فذاكَ وجهٌ
تَفرَّدَ بالتناسقِ دونَ عَيْبِ
 
******
 
فَما أندَى شروقَ الشمسِ فَجراً
وَما أشْهَى أساريرَ المُحبَّ
 
أصابَ السهمُ قلبي ذاتَ يومٍ
فكانَ أسيرَ حُبٍّ دونَ ذنبِِ
 
أكلُّ الحبِّ يَأتِي دونَ قصدٍ
فَمَا ذنبُ المُحبِّ؟ وأيُّ عُتْبِ
 
وَهلْ عَقَدَ الجمالُُ على لسانِي
أَمِِ العذالُ مِنْ حَولِي وقُرْبِي
 
وكمْ سَكَنتْ جوارحُ عن جوابٍٍ
فكانُ القلب ُ أسرعَ من يُلبِّي

******
 
رفعتُ الرايةَ البيضاءَ طَوعاً
فَيَا عجبًا لنصرٍ دونَ حَرْبِ
 
أللعشاقِ دربٌ غيرَ هذا ؟
وَمَا قيسٌ سِوَى ديوانِ حبِّي
 
فيا مَنْ فُزْتِ من قلبي بركنٍ
رُوَيْدَكِ مَا مَلكْتِ فَذاكَ قلبِي

*******
شحده البهبهاني
 

قصيدة مهداة للشهيد عز الدين موسى السماك وكل شهداء مسيرة العودة


 
طوتْ أرضُ غزةَ مَنْ قدْ سَلَفْ
وكلَّ الطغاةِ ومَنْ قدْ عَسَفْ

هنا أرضُ غزة يَعلُو بِهَا
نداءُ الشهادةِ لَحْنٌ عُزِفْ

هنا الشعبُ يَحْمِلُ عزماً أبياً
يواجهُ قصف العدا إن قَصَفْ

هنا في البريج مَسِيرةُ شعبٍ
وأهل الشهادةِ ألفٌ بألفْ

هنا للبطولةِ شعبٌ عظيمٌ
وللحقِ صوتٌ وللنصر كفْ

هنا الشبل "عزٌ" يقارع أعتى
طغاةَ اليهودِ وأهل الصَّلَفْ

هنا "عزُ دينٍ" إذا قالَ أوفى
وفاءُ أبيهِ وجَدٍ سَلفْ

يلبي النداء إلى الزحف حباً
يقول بأنَّا تركنَّا الترفْ

فهذا أوانُ الشهادة إنَّا
أسودُ عرينٍ ونحنْ الخلفْ

ينال ُ الحبيبُ رضا والديهِ
ونيلُ الشهادةِ أسمى شرفْ

فللشبل فينَّا زئير الأسودِ
يقضُّ مضاجعَ أهلِ الترفْ

سنحمي الديار بما قد ملكنا
ونبقى نقاتلْ صفاً بصَفْ

قضت سُنَّةُ اللهِ في خلقِهِ
ينالُ الشهادةَ مَنْ قد عُرِفْ

إلهي تَقَبَّلْ شهادة شهمٍ
واسْكِنْهُ في الخلدِ أعلى الغُرفْ
.......
شحده البهبهاني
 
 

رعشة قبل الموت


يا بلاد الخير في العصر الجديب
 
يا بلاد الحب في الزمن العصيب
 
يا بلادي في قريب او بعيد
 
غربتي طالت وأني
 
ساقني الشوق إلى محراب بابك
 
اقبليني في رحابك؛
 
قبليني كيتيم؛
 
ارضعيني كفطيم؛
 
واحتويني كحبيب ؛
 
جوف رمس من ترابك

عاشق يهوى من الدنيا رضابك
 
إنما الغربة موت في العراء
 
اجمعيني قبل أن يأتي يوم بالعزاء
 
ثم ألقى في الفيافي دونما
 
انشق عطرا من هضابك
.....
شحده البهبهاني