جديد

الثلاثاء، 19 مارس 2019

وما أحِبُّ سِواكِ

 
ما بالُ قلبي لا يحبُّ سواكِ
أنَّى نظرتُ يشدُّني مَرْآكِ

أَنْزَلْتُ كلَّ رَكائِبي بفنائِكم
فعسايَ أحظَى بالرِضَا وعساكِ

يا بهجَةَ النفسِ التيِ أحببتُهَا
أوقفتُ عمري مُذْ سمعتُ نِداكِ

كمْ شدَّني حُبِّي إليكِ وإنني
قد عِشتُ كلَّ دقيقةٍ أهواكِ

ورأيتُ آلافَ النساءِ وإنَّما
لَمْ تبصرِ العينانَ غيرَ رُؤَاكِ

أحْبَبْتُ فيكِ وداعةً وعذوبةً
وقُسمتِ ليِ سبحانَ مَنْ حَلَّاكِ

أغلقتُ قلبي مِنْ بدايةِ حُبِّنا
مَا عَادَ يخفقُ في الدُّنى لِسِوَاكِ

ما عشتُ إِلَّا بينْ قُبلةِ عاشقٍ
وعِنَاقِ إلفٍ لا يملُّ جَنَاكِ

فاضتْ كؤوسُ العشقِ حتى لَمْ يَعُدْ
في البيتِ كأسٌ لا يحبُّ شِفَاكِ

وتَمَسْمَرَت كلُّ العيونِ وقَدْ بدا
وَجْهٌ صَبُوحٌ إنْ أَطَلَّ سناكِ

وتمايلتْ كلُّ الْغُصُونِ تَعَجُّبَاً
إنْ مالَ قدُّكِ يا لِحُسْنِ بهاكِ

وَغَدَا عبيرُ الروضِ يرتشفُ الندى
ما صَافَحتْ وردَ الربيعِ يَداكِ

وَنَمَتْ بَراعمُ حُبِّنَا حتى بدتْ
كالدوحةِ الْغَنَّاءِ تحتَ سماكِ

العطرُ عِطْرُكِ يا مليكةَ عُشِّنا
والعشقُ كأسُكِ، ما حوتْ يُمْناكِ

يا زهوَ عُمري يا ربيعَ شبابِنَا
أشتاقُ صوَتَكِ إنْ سمعتُ "مَلَاكي"

وَهَجُ الحنينِ يُعِيدُ لي في لحظةٍ
زهوَ الحياةَ لعاشقٍ بحماكِ

حتى فُجُعْتُ بليلةٍ قَدْ هَالَني
فيها النحيبُ، وَمَا سَمِعْتُ نِدَاكِ

أَرَحَلْتِ حقاً يا مليكة عُشِّنَا
أفَمَنْ يدُيرُ إمَارتي إلَّاكِ

هَجَمَ الشتاءُ عليَّ في شيخوختي
كَمْ كانَ دِفْئِي في الشتا سَلْوَاكِ

الناسُ تَرْحَلُ والأحبَةُ مثلُهمْ
لكنْ قلبي مِنْ رَحِيلِكِ باكِ

كَمْ هزَّني وأنا أودعُ مُقْلَتي
والقلبُ دَامٍ، والعيونُ بواكيِ

استمطرُ الدمعَ الهتونَ بنَزْفِها
كلُّ الهمومِ تسابقتْ لهلاكيِ

وتزاحمتْ كلُّ الدموعِ بمقلتي
إنَّ الدموعَ يُعيدُ لي ذكراكِ

أبقيتُ وحدي والمصائب جمَّةٌ
والحزنُ يقتلني، فأينَ دُعاكِ

كلُّ الدقائقِ بَعْدَ موتِكِ صعبةٌ
فجراحُ قلبي أُثخنتْ رحماكِ

في كلِّ يومٍ إنْ خرجتُ لحاجتي
أو عُدْتُ أذكرُ لهفتي للقاكِ

ما إنْ نظرتُ إلى حديقةِ منزلي
صاحتْ أيا عطَشاً فأينَ عَطَاكِ

حبُّ السياحةِ فِطْرَتي لكنني
أوقفتُ عُمري تحتْ ظلِّ سماكِ

كلُّ المعالم لَمْ نَعَدْ نرتادها
تبكي لِنَطْرُقها، فأين يداكِ

يا حلوتي، وسعادتي، وأميرتي
البعدُ يقتلني، فأين رضاكِ

ما عِشت إلَّا تحتَ ظلكِ عاشقاً
ليلايَ أنتِ وما أحبُّ سواكِ

لن أتركَ الذكرى وأغلقَ بَابَها
إنْ لم يكنْ لي في اَلْجِنانِ لقاكِ
.............
شحده البهبهاني
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق