جديد

الثلاثاء، 19 مارس 2019

هجرة العقول




حَمَلَ الحقيبةَ راحِلاً ما ودَّعَهْ
قاعُ السفينةِ حيثُ بأوي مَرْتَعَهْ
 
ضاعَ الهوىٰ مِنْ قَلْبِهِ في لحظةٍ
كالطَّيرِ يَهْجُرُ عشَّهُ منْ روَّعَهْ!
 
أدمَى الخواطرَ حينَ صاحَ مُودِعاً
"قَدْ نلتقي" والعينُ تسكُبُ أدْمُعَهْ
 
ما عادَ شيءٌ في الوجودِ يَردُّهُ
عَنْ عَزْمِهِ نحو الرحيل لِيَرْدَعَهْ
 
تَرَكَ الأحبَّةِ والبلادَ وأَهلَها
وسعَى لمالٍ في الحياةِ ليَجْمَعَه
 
المالُ يُغْرِي والحضارة والرُّؤى
وتراقصُ الأحلام يَحْرِقُ أَضْلعَهْ
 
ما عاد يَبْحَثُ عَنْ سعادةِ أُمِّهِ
عَنْ دَمْعِها عَلَّ الَّرجا أَنْ يَمْنَعَه
 
هَلْ حُبُّ والدهِ وَمَا أسْدَى لُهُ؟
ذاكَ الحنانُ بقلْبِهِ أنْ يَرْدَعَهْ
 
أينَ المحبةُ، أينَ عَهْدٌ عَاشَهُ
مَنْ حبَّ أرضاً لا يُفارقُ مَوْضِعَهْ
 
قَدْ يعشقُ الإنسانُ حلماً إَّنَما
هولُ الحقيقةُ غَابَ عنهُ ليصرعَه
 
مَا بالُ أرضي تَشْتكِي فَقْدَ الأُلَى
قَدْ أَنجبتْهُم، فالمصيبةُ مُوجعَه
 
تلكَ الغصونُ الزاهياتُ يلوكُهَا
زيفُ الحضارةِ، فاسأَلوا مَنْ رَصَّعَه
 
ماذا تريدُ مِنَ الشبابِ ولَمْ يجدْ
صدراً حنوناً يحتويهِ لِيسْمَعَه
 
الظلم أسْفَرَ عَنْ شبابٍ ضائعٍ
والفقرُ والحرمانُ رَوَّعَ مَضْجَعَه
 
لَهْفِي علَى وطنٍ يضِيعُ بلحظةٍ
تَعْمَى القلوبُ بِها لتبكيَ مَصْرَعَه
 
كم هانَتِ الأوطانُ عنْدَ شبابِنَا
فسعوا لِدَربٍ حالكٍ ما أبْشَعَه
 
جرداءُ أَضحتْ من عُقُولِ شبابِها
تزدادُ ضعْفاً، فالخسارةُ مُوجعَهْ
 
يا أُمَّتِي إنَّ الشبابَ عمادُنا
والخيرُ كلُّ الخيرِ في أنْ نُقْنِعَه
 
يا أُمَّةَ الإسلامِ كُوني قُدْوَةً
اَلعدلُ حقٌّ، ظالمٌ مَنْ ضَيَّعَهْ
 
بالعدلِ سَادتْ أُمَّتِي في حِقْبَةٍ
وطريقُنا نحوَ النجاةِ لِنتْبَعَهْ
...........
شحده البهبهاني
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق