جديد

الاثنين، 21 أبريل 2014

نونية البهبهاني " أنا والدنيا " 2




( 2 )
إِنِّي فلسطينيُّ أَعشقُ مَوطِنِي
وَعَشِقْتُ حبَّ الأرضِ والأوطَانِ

وَعشقتُ ذَرْاتِ النسيمِ إِذَا هَمَا
مِنْ كلِّ نَاحيةٍ عَلى أَجْفَانِي

بِعَبيرِ زَهْرِ الْبُرتقالِ فَجَنتِي
أَرضُ الْقَداسَةِ مَا لهَا مِنْ ثَانِي

عِشْتُ الطفولةَ مُرَّهَا وَنعيمَهَا
الحبُّ يَجْمعنِي مَعَ الصِّبْيانِ

لَمْ اختلفْ عَنْهم وَلَكنْ ضَمَّنِي
صدرٌ حنونٌ أُسرتِي وَكِيانِي

فَنشأْتُ اَعشقُ أُسرتِي وَأُجلَّهُم
وَأُجلُّ قَـائِدهُم وَمَنْ رَبانِي

أَمْضَيتُ عُمراً مَا عرفْتُ سُوَى الهُدَى
نُوراً لِدربِي عَفَّنِي وَكَسانِي

مَا شَانَنِي فِعْلٌ قَبيحٌ إِنَّمَا
هيَ جَولةُ الإنْسانِ وَالشَّيطانِ

وَمَضيْتُ أَبحثُ عَنْ مَكانِي عِنْوَةً
إِنَّ الحياةَ تَعُجُّ بَالحرْمَانِ

إِنِّي لأعشقُ مِنْ حياتِي سحْرَهَا
مِنْ غيرِ زيفٍ أَوْ عَمَى أَلوَانِ

اللـهُ أودعَ فِي القلوبِ محبةً
إنَّ المحبةَ منحةُ الـرحمنِ
…………….

شحده البهبهاني

نونية البهبهاني " أنا والدنيا " 1




( 1 )

هَجَمَ الشتاءُ وطافَ بالأركانِ
فشرعتُ أكتبُ ما يقولُ لساني

الشعرُ دفئِي حينَ تبدأُ وحْدَتِي
فالشعرُ يحفظ ُما يخطُّ بنَاَنِي

الشعرُ يجرِي فِي دمِي ويهزُّني
في لحظةٍ ، ويثور كالبركانِ

هي قصتي أروي فصولَ مسيرِهَا
ما سرَّني منها وما أبْكاني

*********

ماذا أخطُّ وكلُّ حرفٍ يرتَوي
مِنْ دمعتي والعمرُ بالنُّقْصانِ

طَغَتِ الجهالةُ في عصورِ حضارةٍ
مَبْنيةٍ من زُخْرفٍ البُنيانِ

الجهلُ ليسَ بِترْكِنا لحضارةٍ
الجهلُ فَقْدُ كرامةَ الإنسان

الجهلُ ظلمٌ أو عداوةُ مبغضٍ
وظلامُ سجنٍ في حِمَى السجانِ

هذا أبي ما خطَّ يوماً أحرفاً
عاشَ الحياةَ بزينةِ القُرْآنِ

كمْ كنتُ أعشقُ طِيبةً في قلبِهِ
أوْرِثْتُ منه سماحةَ الإيمانِ

أوْرثْتُ منهُ وداعةً ومحبةً
للـهِ ، للإنسانِ ، للحيوانِ

ما كانَ بسط ُالوجهِ منه تكلُّفاً
إنَّ الوجوهَ منارُ كلِّ بيانِ
.................
شحده البهبهاني

الأربعاء، 16 أبريل 2014

حكْمُ الرعاعِ


زمـان بات يحكمه رعاعُ.... ومن فسقوا ومن غدروا وباعوا
وعهدٌ ساد فيه الظلمُ قسراً .... وأهـلُ الـحقِ تنهشهم ضباعُ
وأسْلمنا الزمانُ إلى ذئـابٍ .... لهـمْ فـي كـلِّ ناحيةٍٍ ذراعُ
وبات النذلُ يملك كلَّ شيءٍ ... وأضحى الحرُ في الدنيا يبـاعُ
وأضحى الفسقُ والفساقُ أهلاً.... يبجلهـم ويحميهـم رِعـَاعُ
نفوس قد خلت من كل خير .... ونحـو الشر أكثرهـم سراعُ
              ******           
رجونا العيشَ في وطن كريم... ولـم نبخلْ بمـا هُوَ مستطاعُ
وكـم تقسو الحياة فيحتملها..- بطيب النفسِ - أقـوامٌ جيـاعُ
ومن عـاشَ الحياة بغير عزٍّ.... .فذاكَ العيشُ يطلبُهُ الرعـاعُ
فكيف يطيب للأحرار عيشٌ؟.... ومن رضيَ المهانة لا يطـاعُ
فعيشُ المرءِ في ذِلٍ خضوعٌ... وهـل تُعطَى الكرامةُ أوْ تباعُ؟
وهـلْ ملكتْ نفوسٌ مِنْ أُبَاةٍ.... سوَى الشرفِ الرفيعِ لها متاع؟
تَطيبُ النفسُ ما طابتْ بلادٌ .... ويزكُو الشعرُ ما وُجِدَ اليراعُ
ونفسُ الحرِ إنْ عـافتْ بلاداً.... تهـاجرُ ليسَ يمنعُهَا الوداعُ
نُضحِّي بالنفيسِ إذا شَعَرْنَا ...... بأنَّ الظـلمَ منتشيـاً يـذاعُ
وأشرفُ غايةٍ مـوتٌ بعزٍّ ..... يعيدُ الحقَ إنْ حَـمَّ الصراعُ
******
شحده البهبهاني

الأربعاء، 9 أبريل 2014

أنا والشعر



عبقٌ مـِن الشِّعرِ النَّدِيّ َبَـدَا لِيـَا
العِشْقُ دَائِـي والقَـرِيضُ دَوَائِيـا
قـدرٌ عليَّ بـأنْ أَقـودَ مَرَاكِبـي
وَأَشُقَّ في الظلمـاتِ بحراً عاتِيـا
إنِّي صَبُوتُ إلي الجمـالِ فَأَشْرَقَتْ
مِنِّكَ المُنَى ، هَـلَّا رَحِمْتَ فُؤَادِيـا!!
يـَا زَهْوَةَ الأَيّـَامِ يـَا عبقَ الدُّنَى
إنِّـي ظَمِئتُ، فَـلا تَدَعْنِي صَادِيـا
يَـا مُلهـمَ الشُّعـراءِ إِنِّي عَـاشِقٌ
والشِّعْرُ يَقْتُـلُ إِنْ تَغَـلْغَـلَ جَانِيـا
فَشَرعتُ أَكتبُ مـَا يَجُولُ بِخَاطِرِي
أَرْوِي حُروفـِي نَبْضَ قلـبٍ حَانِيـَا
أَشْدُو بِشِعِـري حَيثُ كُـنتُ مُغَرِّداً
وَالـطيرُ تَشدُو حَيْثُ تَأْلَـفُ وَادِيـا
********
يَـا رَاكِبـاً ظَهـرَ القَصيـد مُـؤَمِّلاَ
كُـنْ فَـارِساً بينَ الليـوثِ وَعَـادِيـا
امْلـِكْ زِمَـامَ الشِّعـرِ واحْبِكْ سَبْكَـهُ
الشِّعـرُ صـرحٌ والخُيـولُ عَوَادِيـا
الشعـرُ مَـدْرَسةٌ لَهَـا تَـارِيخُهَـا
فَجَمِيـلُ شِعْـرِكَ للقلـوبِ غَـوَادِيـا
الشعـرُ بحـرٌ ، والعَروضُ شِرَاعُـهُ
والبحـرُ يَعشـقُ شاعـراً مُتَجَـافِيـا
الشِّعـرُ بَيـنَ  جَـزَالـةٍ وَعُذُوبـَةٍ
نَبْـعٌ  تَـدَفّـقََ  سَلسبيـلاً  صَافِيـا
*******
أَدْمَى فُـؤَادِي مَـا سَمعْتُ وَمَـا أَرَى
الشِّعـرُ يَـذْوِي وَالبُحُـورُ بَـوَاكِيـا
قَـلْبِي تَفَطَّرَ ، حِينَ أَسْمَـعُ (شَاعِـراً)
فَـإِذَا بِـهِ مِـنْ كُـلِّ شيءٍ خَاوِيـا
قَـدْ بَاتَ يُنْعَتُ شَاعِـرٌ ذَاكَ الـذِي
جَهِـلَ الْعروضَ،عَنِ الْفَصَاحِةِ نَائِيـا
مُتَطَفّـِلٌ ، مُتَحَذْلـِقٌ ، مَتَفَـلْسِفٌ
حَمَلَ اللوَاءَ ، فَهَـلْ يَرُومُ قَيَادِيـا؟!
مَـا كُـلُّ مَنْ لَبِسَ الْقَصِيدَ بِشَاعِـرِ
حَتَـى وَإِنْ كَـانَ النَّسِيجُ يَمَـانِيـا
********
إِنّـِي لأنْـظُـرُ للحطيئـةِ وَافِقـاً
وَالْبُحْتـُرِيُّ وَكُـلُّهُـمْ لِـي سَاقِيـا
أَنـَا مَنْ تَمَرَّسَ بَينَ وَافِـرِ شِعْرِهِمْ
وَرَضَعْتُ مِنْ عَلْمِ الْعَرُوضِ لِبَانِيـا
فَقَرَأْتُ شِعْـرَ السَّابِقِيـنَ عُصَورهُـمْ
وَعَشِقْتُ سِحْرَ الشِّعْرِ ، فَـاضَ بَيَانِيـا
وَشَمَمْتُ عَطْرَهُـمُ وَزَاكِي مَسْكَهُـمْ
فَـاخْتَرْتُ أَجْمَلَـهُ لِحُسْنِ مَقَـالِيـا
يَـا مَالِـكُ بنُ الرِّيبِ خَلفَـكَ شَاعِرٌ
شَقَّ الْمـَدَى، رَامَ النُّجُـومَ عَوَالِيـا
فَـاهْنَأ بِقَبْرِكَ - لَـمْ تَمُتْ - دُمْ خالداً
الـنَّبَعُ نَبْعُـكَ  والْـقُطُوفُ تَـوَالِيـا
********
إنِّـي عَشقْتُ الشَّعرَ مُنذُ طُفُـولَتِـي
وَعلمْـتُ أَنِّـي فِـي بُحُورِكَ ثَاوِيـَا
أحْبَبْتُ هَـذا النَّبْـعَ مـِنْ عَلْيَـائِـهِ
فَجَمَـالُ شِعْرِي مِـنْ جَمَالِ سَمَائِيـا
وَمَلَـكْتُ سِحْـر بيـانـِهِ وَبـدِيعِـِه
وَنَسَجْتُ مِـنْ دُرِّ الْحروفِ كِسَائِيـا
هَـذَا جَـوَادِي لا يَكَـلُّ مَخَـافَـةً
الشعرُ سَيْفِي إِنْ جَهِلْـتَ مكـانيـا
إنْ كَـانَ شِعرِي صَادِقـاً فِي نَبْضـِهِ
سَلِـمَ القريضُ وَمَـا عَـوَجْتُ لِسَانِيـا
وَوَهَبْتُ نَفْسِي أَنْ أَصُـونَ كـَرَامَتِـي
عَـنْ كُـلِّ شَائِبـَةٍ  تَشِيـنُ رِدَائِيـا
وَسمُـوتُ للعليـاءِ أَقطِـفُ نجمهـا
فَـالكوكبُ الـدُّرِّيُّ يُشـرقُ زَاهِيـا
*********
يَـا أَيُّهَـا الشُّعَـرَاءُ ، كَـمْ أَحْبَبْتُكُـمْ
وَبِسَاحِكُـمْ ، إِنِّـي أَحُـطُّ رِحَـالِيـا
فَتَحِيَّتِـي مَـنْ قَـالَ شِعْراً صَادِقـاَ
وَمَـوَدَّتِـي مَـنْ رَامَ وَصْلَ كَمَالِيـا
الْمُسْكُ شِعْرِي، إنْ سَألتـمْ مـن أنـا
هِـيَ قِصَّتِي، وَبِمَـا عَلَـيَّ وَمَـا لِيـا

****
شحده البهبهاني