جديد

الأحد، 2 فبراير 2014

رفقاً ثم رفقاً ثم رفقا




إذا عشقَ الفؤادُ وذابَ عِشْقَا
فرفقاً ثُمَّ رفقاً ثُمَّ رِفْقَا

قلوبُ الخلقِ تعشقُ كلَّ حُسْنٍ
فمَا ذنبُ المحبِ ومَا استَحَقَّا

يُذيبُ الحُبُّ جُلموداً يَبنِي
قُصوراً فِي قلوبِ مَنِ استَرقَّا

قلوبُ العاشقينَ لهَا انْتماءٌ
تُحابِي مَنْ تُحبُّ تُساقُ سَوْقَا

كَذَا قلبُ المحبِ إذا تَفَانَى
يسُافرُ بالهوى غرباً وشَرْقَا

ومن أهداكَ ورداً فِي لقاءِ
فذاكَ العاشقُ المحبوبُ طَرْقَا

وَينْبتُ برعمٌ في القلبِ يُسْقَى
ليُزْهرَ في الورَى عَبَقَاً وَشوقَا

وَكمْ تَعبتْ قُلوبٌ في هواهَا
تَرَى الزَّفَراتِ دَفْقَاً ثمَّ دفقَا

وتبكي أعينٌ عندَ التلاقِي
وتشهقُ أنفسٌ شهَقَاً وشهقَا

فتضحكُ ثمَّ تبكي فِي ثَوانٍ
وَإِنْ سَعِدَ الفُؤادُ وَإِنْ تَوَقَّى

ومَا تركَ المُحبُّ غَداةَ بَيْنٍ
سوى الدمعِ الذي يُبْكِيهِ حَنْقَا


وَيَكْتُم مَا يُطيقُ وَمَنْ تَبَاكَى
فَليسَ بِعاشقٍ أوْ ذَابَ رِقَّا

عَشِقْتُ الحسنَ مِنْ عينيكِ حتى
أَطارَ النومَ من عينيَّ حَقَّا

لهُ بينَ الضُلُوعِ عبيرَ شوقٍ
وفوقَ شِفَاهِنَا سِحراً ونُطْقَا

يَضُوعُ المسكُ إنْ بَدَتِ الثَنَايَا
فَأَكْرِمْ بالذي أَعطاكَ خَلْقَا

وما في العين من سحرٍ ودِلٍّ
وما في القد فاق الحسن سبقا

فَما أَشْهَى نوالك حين تدنو
وما أَشْهَى اللقاء وما أرقَّا

فداكِ العُمر يا عيني فإِنِّي
فَمَا فِي القلبِ فاقَ الصدقَ صِدْقَا

فليسَ الموتُ مِنْ حدٍ وسيفٍ
وبينَ الموتِ مِنْ عينيكِ فرْقَا

لحبُكِ يا أميرتنا أتينا
نسوقَ رقابَنَا سوقاً وسوْقِا

ويخفِقُ قلبُنَا شوقاً إليكم
ويفتحُ بالمني أُفْقَاً وأُفْقَا

فَإِنْ كَانَ الجوابُ فَدَتْكَ نَفسِي
طَرَقْنَا البابَ بالإحسانِ طَرْقَا

وَإِنْ كانَ الأخيرُ بَكِيتُ عُمْرِي
وَقَدْ صُعِقَ الفؤادُ وَمَاتَ صَعْقَا

****
شحده البهبهاني


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق