جديد

الخميس، 23 يناير 2014

فَي ظِلالِ الرِّسَالَةِ الْمُحَمَّدِية (1)




النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم


كتبت هذه القصيدة دفاعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, خاتم الأنبياء والمرسلين, في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الإسلام والمسلمون اليوم.



تَفَيَّأْتُ ظِلَّ الرِّسَالَةِ زُهْرَا
عَرَفْتُ السَّعَادَةَ فِي النَّفْسِ دَهْرَا

فَعُدْتُ لأَكْتُبَ شِعْرَاً لِعَلِّي
أَرُدُّ الْجَمِيلَ وَلَو كَانَ شِعْرَا

نَبِي الرِّسَالَـةِ  صِدْقَـاً وَفَخْـَراً
خَتَمْتَ الرِّسَالاتِ جُوزِيتَ خَيْرَا

وُلِدْتَ فَعَمَّ الْـوجُودَ ضِيَـاءٌ
وُجُودُكَ أَحْدَثَ فِي الْكَوْنِ فَجْرَا

فَأَنْتَ الْمُبَرَّأُ مِنْ كُلِّ عَيْبٍٍ
وَأَنْتَ الأَمِينُ بِقَوْمِكَ عُمْرَا

وزَكَّاكَ قَوْمُكَ بَيْنَ الأَنَامِ
بِثَوْبٍ* حَفِظْتَ لِقَوْمِكَ ذِكْرَا

فَأَوْحَى إِلَيكَ الأَمِينُ بِأَمْرٍ
شَعَرْتَ بِخَوْفٍ شَدِيدٍ وَبُشْرَى

حَمَلْتَ الرِّسَالَةَ تَدْعُو بِرِفْقٍ
تُزِيلُ الْجَهَالَةَ سِرَّاً وَجَهْرَا

بَدَأْتَ بِمَكَّةَ تَمْحَو ضَلالاً
فَكُنْتَ الأَحَقَ بِقَوْمِكَ بِرَّا

فَلاقِيتَ ظُلْمَاً وَخَصْمَاً عَنِيدَاً
وَأَظْهَرَ قَوْمُكَ نُكْرَاً وَكُفْرَا

خَرَجْتَ لأرْضِ ثَقِيفَ فَكَانُوا
أَضَلَّ فَأَدْمَوْكَ ظُلْمَاً وَجَوْرَا

فَعُدْتَ لِتَبْدَأَ عَهْدَاً جَدِيدَاً
فَأَحْدَثَ قَوْمُكَ فِي الْغَدْرِ إِمْرَا

فَكَانَ الْجَوَابُ مِنَ اللهِ أَمْرَاً
لِتَتْرُكَ مَكَّةَ فِي الْحَرِّ ظُهْرَا




صَحِبْتَ الصَّدِيقَ الرَّفِيقَ لِثَوْرٍ*
فَكَانَ الْجَزَاءُ مِنَ اللهِ خَيْرَا

بَدَأْتَ طَرِيقَ الْمَدِينَةِ سِرَّاً
وَصَلْتَ الَمَدِينَةَ وَالنَّاسُ تَتْرَى

أَحَبَّكَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ صِدْقَاً
فَبَادَلْتَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ بِشْرَا

جَمَعْتَ الْقَبَائِلَ تَحْتَ لِوَاءٍ
وَأَرْسَيْتَ للدِينِ عِزَّاً وَفَخْرَا

فَسَادَ الإخَاءُ وَأَضْحَى شِعَارَاً
وَخَوْفٌ تَبَدَّلَ أَمْنَاً وَيُسْرَا

حَفِظْتَ الأَمَانَةَ زَكَّاكَ رَبِّي
عَزُوفَاً عَنِ الشَّرِ سِرَّاً وَجَهْرَا

وَزَادَكَ رَبِّي فَصَاحَةَ لَفْظٍ
فَصُمْتَ عَنِ الَفُحْشِ فِعْلاً وَذِكْرَا

تَخَلَّقْتَ أَحْلَى صِفَاتِ الْكَمَالِ
وَقَابَلْتَ نِعْمَةَ رَبِّكَ شُكْرَا

فَكُنْتَ الصَّدُوقَ وَكُنْتَ الْعَطُوفَ
وَكُنْتَ الْمُجَاهِدَ قَوْلاً وَفِكْرَا

فَأَنَّى رَحَلْتَ وَأَنَّى حَلَلْتَ
وَأَنَّى عُرِفْتَ تَضَوَّعْتَ عِطْرَا

فَبَلَّغْتَ  هَـدْيَاً  وَدِينَـاً  قَـوِيمَاً
كَمَا الْفَجِّرِ يَنْشُرُ نُورَاً وَبِشْرَا


شَعَرْتَ بِقُرْبٍ لِرَبِّ السَّمَاءِ
فَخِفْتَ مِنَ اللهِ جَهْرَاً وَسِرَّا

مَلَكْتَ زِمَامَ الشَّجَاعَةِ حَتْى
أَخَفْتَ الْمُلُوكَ قَيْصَرَ كِسْرَى

حَمَلْتَ السَّمَاحَةَ للنَّاسِ زَادَاً
وَأَشْفَعْتَ ذَلِكَ حُلْمَاً وَصَبْرَا

لِتَصْفَحَ عَمَّنْ أَسَاءَ وَتَرْضَى
وَتَقْبَلَ عِنْدَ الإِسَاءَةِ عُذْرَا

فَأَمْضَيْتَ عُمْرَكَ تَدْعُو وَتَهْدِي
وَأَمْضَيْتَ أَكْثَرَ يَوْمِكَ ذِكْرَا

رُزِقْتَ الْقَنَاعَةَ فِي الْعَيْشِ حَتَىَ
جَعَلْتَ الْحَصِيرَ فِرَاشَكَ دَهْرَا

وَصُمْتَ الشِّتَاءَ غَنِيمَةِ بِرٍ
وَصُمْتَ الْهَواجِرَ أَجْرَا وَذُخْرَا

طَعَامُكَ فِي الْفِطِّرِ زَادٌ يَسِيرٌ
وَتُفْطِرُ فِي الْصَومِ مَاءً وَتَمْرَا

حَفِظْتَ الصَّلاةَ فَمَا غِبْتَ يَوْمَاً
تَؤُمُ الْمُصَلِّينَ فَجْرَاً وَعَصْرَا*





نَبِيَّ الْهِدَايَةِ أُعْطِيتَ عَشْرَاً
مِنَ الْمُعْجِزَاتِ وَعَشْرَاً وَعَشْرَا

وَأَعْطَاكَ رَبِّي خِصَالاً لِتَرْضَى
لِصَحْبِكَ زَادَكَ رَبِّي بِأُخْرَى

أُعْطِيتَ نُورَاً وَأُعْطِيتَ حُلْمَاً
وَأُعْطِيتَ نَصْرَاً وَأُعْطِيتَ سِفْرَا

تَذُودُ عَنِ الْخَلقِ فِي الْحَشْرِ ذَوْدَاً
شَفِيعُ الأَنَامِ مِنَ الْحَرِّ حَشْرَا

وَنِلْتَ الشَّفَاعَةَ يَوْمَ الْحِسَابِ
شَفَاعَةَ رَبِّيَ صُغْرَى وَكُبْرَى

ضَرَبْتَ بِفَأْسِكَ فِي الصَّخْرِ شَقَّاً
فَبَشَّرْتَ بِالَفَتْحِ فِي عُقْرِ كِسْرَى

وَأُخْرَى تَوَالَتْ فَشَقَّتْ وَأَضْحَتْ
تُبَشِّرُ بِالْفَتَحِ فِي أَرْضِ بُصْرَى

هَزَمْتَ الْجُمُوعَ وَأَكْمَلْتَ فَتْحَاً
وَمَكَّةُ أَضْحَتْ مِنَ الشِّرْكِ طُهْرَا

فَعَمَّ الضِّيَاءُ بِلادَ الِحِجَازِ
وَأَرْسَيْتَ للدِينِ شَأْنَاً وَقَدْرَا

وَعَادَ الأَمَانُ يَعِمُّ الْبِلادَ
وَبَاتَ الإِخَاءُ كِتَابَاً وَسِفْرَا




تَهَلَّلَ وَجْهُكَ حِينَ رَأَيْتَ
جُمُوعَاً تُصَلِّي فَأَسْدَلْتَ سِتْرَا

وَأَيْقَنْتَ أَنَّكَ حَقَّاً تُلَبِّي
لَتَرْحَلَ يَوْمَا وَإِنْ عِشْتَ دَهْرَا

فَكُنْتَ الْمُلَبِّي نَدَاءَ الْقَدِيرِ
وَجَاءَكَ جِبْرِيلُ بالوحي أَمْرَا

فَأُبْلِغْتَ وَعْدَاً مِنَ اللهِ أَنَّا
بِشَوْقٍ إِلَيّكَ وَأَتْمَمْتَ عُمْرَا

رَحَلْتَ فَكَانَ الرَّحِيلُ مَهِيبَاً
وَصَعْبَاً عَلَى الْكِّلِ فَالْعَيْنُ حَرَّى

تَرَكْتَ الْجَزِيرَةَ فِي الْكَوْنِ تَبْدُو
سَمَاءً تَلأْلأُ بِالنُّورِ فَجْرَا

فَأَسْلَمَ خَلْقٌ كَثِيرٌ وَأَضْحَتْ
جُيُوشُ الصَّحَابَةِ بَرَّاً وَبَحْرَا

فَسَارَتْ جُيُوشٌ لِتَفْتَحَ شَرْقَاً
وَسَارَتْ جُيُوشٌ لَتَفْتَحَ بُصْرَى

فَزَالَ مِنَ الْكَوْنِ مُلْكٌ لِقَيْصَ
   رَ(م) زَالَ مِنَ الْكَوْنِ مُلْكٌ لِكِسْرَى

وَعَمَّ الرَّخَاءُ بِلادَ الْعُرُوبَ
   ـةِ (م)عَمَّ التَّسَامُحُ مِصْرَاً فَمِصْرَا

فَتَحْتَ الْقُلُوبَ لِنُورٍ تَهَادَى
جَزَاكَ الإِلهُ عَنِ الدِّينِ خَيْرَا

صَلاةٌ عَلَيّكَ مِنَ اللهِ دَوْمَاً
صَلاةٌ عَلَيّكَ مِنَ الْخَلقِ تَتْرَى

***************
شحده البهبهاني

..................................


       إشارة إلى حادثة رفع الحجر الأسود قبل البعثة
       إشارة إلى غار ثور في حادثة الهجرة
       إشارة إلى الحديث الصحيح الذي يرويه البخاري ومسلم عن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله قال:" من صلى البردين دخل الجنة" متفق عليه البردان الصبح والعصر
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق