مهداة إلى الأخ رئيس الوزراء الشيخ إسماعيل هنية حفظه الله وسدد خطاه
قَلِيلُ الناسِ يَحْسِدُ في القليلِ
|
وجلُّ الناسِ يحسدُ في الكثيرِ
|
|
وبعضُ الناسِ يَنْهشُ لحمَ بعضٍ
|
كمنْ يَغْتَابُ في موتَى القبورِ
|
|
وبعضُ الناسِ معصوبٌ بِجَهلٍ
|
وبعضُ الناسِ مُنْعَدِمُ الضميرِ
|
|
وهل ينجو صغيرٌ من حسودٍ
|
فيحسدُ في علوٍ كالأميرِ
|
|
ومن ملكَ الجمالَ له حسودٌ
|
ومن ملكَ المكانةَ في العصورِ
|
|
طوانا الحزنُ والتشريدُ قسراً
|
يمرُّ العمرُ منعدمَ السرورِ
|
|
سألتُ النفسَ أينَ نَحُطُ رَحَلاً
|
وأينَ نُقيمُ مِنْ ذاكَ المسيرِ
|
|
وأينَ نُسَرُّ بعدَ
عناءِ دَهرٍ
|
بساحِ الخيرِ والوجهِ البشيرِ
|
|
فلستُ بمادحٍ مَا ليسَ فيهِ
|
فَأَبكِي وزرَهُ يومَ النشورِ
|
|
ولستُ بقائلٍ مَا لمْ يَقُلْهُ
|
وأرجُو العفوَ مِنْ ربٍ غَفُورِ
|
|
وَعذرِي أَننِي إنْ قُلتُ مَدْحَاً
|
أَتيتُ الزهدَ فِي الشيخِ الوقورِ
|
|
فَكيفَ وَقدْ جَمعتَ ذُرَى المَعَالِي
|
وَفَاضَ الخيرُ فِي الزمنِ اليسيرِ
|
|
حَمَلْتَ أمانةَ عُظمَي بوقتٍ
|
يَخافُ الكلُّ عاقبةَ الأُمورِ
|
|
جبالاً مِنْ همومٍ مُثقلاتٍ
|
بِأحمالٍ مِنَ الشيءِ الكثيرِ
|
|
فهلْ أَبكِي لحالِ الناسِ فيهِ
|
وَكمْ أَشْفقتُ مِنْ حِمْلٍ عَسيرِ
|
|
أتحملُ كلَّ هذا دونَ خَوفٍ
|
ولا وَجَلٍ؟ وتمضِي بِالمسيرِ
|
|
نَعَمْ واللهِ إِنَّكَ فِي ثباتٍ
|
ثبوتَ المؤمنِ العَفِّ الصبورِ
|
|
أقضَّ الناسَ جوعٌ ثُمَّ خوفٌ
|
وطغيانٌ وضعفٌ فَي الضميرِ
|
|
فلمْ تَبخلْ عَلَى أَحدٍ بِحبٍ
|
فَحبُكَ للصغيرِ كَمَا الكبيرِ
|
|
ولمْ يُفزعْكَ عدوانٌ غشومٌ
|
وَقدْ حُوصِرتَ فِي شِعْبٍ صَغيرِ
|
|
وكمْ ظَنُوا بِأَنَّ الأمرَ سهلٌ
|
وأَنَّ الكسرَ مِنْ سهلِ الأُمورِ
|
|
فَبَاتُوا بينَ خُذلانٍ وذُلٍّ
|
وحطمَ حقدَهُمْ صَلبُ الصخورِ
|
|
كَذا الإسلامُ عَلَّمَنَا بأَنَّا
|
هُوَ الإيمانُ يَكمنُ فَي الصدُورِ
|
|
مسارُ الخيرِ أنتَ لهُ رَبِيبٌ
|
فتُعْطِي فِي الكثيرِ وفِي اليسيرِ
|
|
فلنْ تَرضَي بموتٍ فِي حضيضٍ
|
يُصَاغُ النصرُ مِنْ أَغْلَى المهُورِ
|
|
تؤمُ الناسَ كلَّ صلاةِ فجرٍ
|
وَترجُو اللهَ مِنْ نارِ السَعِيرِ
|
|
وتدعُو للمرابطِ فِي صلاةٍ
|
وَعينُكَ نحوَ حُراسِ الثُغورِ
|
|
وفعْلُكَ يسبقُ الأقوالَ دوماً
|
وعصرُكَ بَاتَ مُنعدمُ النضِيرِ
|
|
فقدْ أَظهرْتَ صِدقاً فِي النَوايَا
|
شَطبْتَ ال"سوفَ" مِنْ بينِ السُّطُورِ
|
|
وأَكَّدْتَ الحروفَ بِكلِّ حَزْمٍ
|
فصارَتْ "لنُّ" مِنْ شَدْوِ الصَّغِيرِ
|
|
تُباركُ كلَّ مَنْ يَأتِي إليّنَا
|
تُرحبُ بالصغيرِ وبِالكبيرِ
|
|
فباتَ الناسُ فِي أمنٍ وحبٍّ
|
وباتَ الكلُّ ينعمُ بالمَسِيرِ
|
|
تُواسِي مَنْ يُصابُ بأيِّ سوءٍ
|
تَحنُّ عَلَى الضعيفِ معَ الفَقِيرِ
|
|
حفظْتَ بلادَنَا مِنْ كلِّ شرٍ
|
فمَا أَعيَاكَ حرٌّ فِي الهَجِيرِ
|
|
وَمَا أَعياكَ بردٌ فِي شتاءٍ
|
فَأَنتَ لنَا بَشيرٌ فِي بَشيرِ
|
|
فَدَتْكَ النفسُ يَا مَنْ صِرْتَ حُلماً
|
يُراودُنَا عَلى مرِّ العُصُورِ
|
|
فدتكَ النفسُ صنْتَ اللهَ فِيْنَا
|
وَأَشرقَ فِي الدُّنَى فَجرُ السُرُورِ
|
|
فدتكَ النفسُ غيرُكَ فِي ثوانٍ
|
كَسَاهُ العُجْبُ مِنْ ثوبِ الغُرُورِ
|
|
ودمْتَ إِلَى المعالِي فِي صُعودٍ
|
وباتَ الكلُّ فِي بيتِ الحُبُورِ
|
|
أدامَ اللهُ عهدكَ فِي رَخَاءِ
|
أطالَ اللهُ عُمْرَكَ يَا أَمِيرِي
|
****
شحده البهبهاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق