جديد

الأربعاء، 22 يناير 2014

هُوَ الإِسلامُ يَكْمُنُ فِي الصُّدُورِ



مهداة إلى الأخ رئيس الوزراء الشيخ إسماعيل هنية حفظه الله وسدد خطاه



قَلِيلُ الناسِ يَحْسِدُ في القليلِ


وجلُّ الناسِ يحسدُ في الكثيرِ

وبعضُ الناسِ يَنْهشُ لحمَ بعضٍ


كمنْ يَغْتَابُ في موتَى القبورِ

وبعضُ الناسِ معصوبٌ بِجَهلٍ


وبعضُ الناسِ مُنْعَدِمُ الضميرِ

وهل ينجو صغيرٌ من حسودٍ


فيحسدُ في علوٍ كالأميرِ

ومن ملكَ الجمالَ له حسودٌ


ومن ملكَ المكانةَ في العصورِ

طوانا الحزنُ والتشريدُ قسراً


يمرُّ العمرُ منعدمَ السرورِ

سألتُ النفسَ أينَ نَحُطُ رَحَلاً


وأينَ نُقيمُ مِنْ ذاكَ المسيرِ

 وأينَ نُسَرُّ بعدَ عناءِ دَهرٍ


بساحِ الخيرِ والوجهِ البشيرِ

فلستُ بمادحٍ مَا ليسَ فيهِ


فَأَبكِي وزرَهُ يومَ النشورِ

ولستُ بقائلٍ مَا لمْ يَقُلْهُ


وأرجُو العفوَ مِنْ ربٍ غَفُورِ

وَعذرِي أَننِي إنْ قُلتُ مَدْحَاً


أَتيتُ الزهدَ فِي الشيخِ الوقورِ

فَكيفَ وَقدْ جَمعتَ ذُرَى المَعَالِي


وَفَاضَ الخيرُ فِي الزمنِ اليسيرِ

حَمَلْتَ أمانةَ عُظمَي بوقتٍ


يَخافُ الكلُّ عاقبةَ الأُمورِ

جبالاً مِنْ همومٍ مُثقلاتٍ


بِأحمالٍ مِنَ الشيءِ الكثيرِ

فهلْ أَبكِي لحالِ الناسِ فيهِ


وَكمْ أَشْفقتُ مِنْ حِمْلٍ عَسيرِ

أتحملُ كلَّ هذا دونَ خَوفٍ


ولا وَجَلٍ؟ وتمضِي بِالمسيرِ

نَعَمْ واللهِ إِنَّكَ فِي ثباتٍ


ثبوتَ المؤمنِ العَفِّ الصبورِ

أقضَّ الناسَ جوعٌ ثُمَّ خوفٌ


وطغيانٌ وضعفٌ فَي الضميرِ

فلمْ تَبخلْ عَلَى أَحدٍ بِحبٍ


فَحبُكَ للصغيرِ كَمَا الكبيرِ

ولمْ يُفزعْكَ عدوانٌ غشومٌ


وَقدْ حُوصِرتَ فِي شِعْبٍ صَغيرِ

وكمْ ظَنُوا بِأَنَّ الأمرَ سهلٌ


وأَنَّ الكسرَ مِنْ سهلِ الأُمورِ

فَبَاتُوا بينَ خُذلانٍ وذُلٍّ


وحطمَ حقدَهُمْ صَلبُ الصخورِ

كَذا الإسلامُ عَلَّمَنَا بأَنَّا


هُوَ الإيمانُ يَكمنُ فَي الصدُورِ

مسارُ الخيرِ أنتَ لهُ رَبِيبٌ


فتُعْطِي فِي الكثيرِ وفِي اليسيرِ

فلنْ تَرضَي بموتٍ فِي حضيضٍ


يُصَاغُ النصرُ مِنْ أَغْلَى المهُورِ

تؤمُ الناسَ كلَّ صلاةِ فجرٍ


وَترجُو اللهَ مِنْ نارِ السَعِيرِ

وتدعُو للمرابطِ فِي صلاةٍ


وَعينُكَ نحوَ حُراسِ الثُغورِ

وفعْلُكَ يسبقُ الأقوالَ دوماً


وعصرُكَ بَاتَ مُنعدمُ النضِيرِ

فقدْ أَظهرْتَ صِدقاً فِي النَوايَا


شَطبْتَ ال"سوفَ" مِنْ بينِ السُّطُورِ

وأَكَّدْتَ الحروفَ بِكلِّ حَزْمٍ


فصارَتْ "لنُّ" مِنْ شَدْوِ الصَّغِيرِ

تُباركُ كلَّ مَنْ يَأتِي إليّنَا


تُرحبُ بالصغيرِ وبِالكبيرِ

فباتَ الناسُ فِي أمنٍ وحبٍّ


وباتَ الكلُّ ينعمُ بالمَسِيرِ

تُواسِي مَنْ يُصابُ بأيِّ سوءٍ


تَحنُّ عَلَى الضعيفِ معَ الفَقِيرِ

حفظْتَ بلادَنَا مِنْ كلِّ شرٍ


فمَا أَعيَاكَ حرٌّ فِي الهَجِيرِ

وَمَا أَعياكَ بردٌ فِي شتاءٍ


فَأَنتَ لنَا بَشيرٌ فِي بَشيرِ

فَدَتْكَ النفسُ يَا مَنْ صِرْتَ حُلماً


يُراودُنَا عَلى مرِّ العُصُورِ

فدتكَ النفسُ صنْتَ اللهَ فِيْنَا


وَأَشرقَ فِي الدُّنَى فَجرُ السُرُورِ

فدتكَ النفسُ غيرُكَ فِي ثوانٍ


كَسَاهُ العُجْبُ مِنْ ثوبِ الغُرُورِ

ودمْتَ إِلَى المعالِي فِي صُعودٍ


وباتَ الكلُّ فِي بيتِ الحُبُورِ

أدامَ اللهُ عهدكَ فِي رَخَاءِ


أطالَ اللهُ عُمْرَكَ يَا أَمِيرِي

****
شحده البهبهاني



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق