جديد

الخميس، 23 يناير 2014

ابتهال تائب




وَفَدَ الْجَمِيعُ وَقَدْ دَنَتْ فِي الْكَونِ شَمْسٌ لِلغُرُوبْ

أَدْرَكْتُ أَنِّي رَاحِلٌ مَا عَادَ يَنْفَعُنِي الطَّبِيبْ

إِنِّي اقْتَرَبْتُ مِنَ الْوصُولِ، وَبَانَ فِي الرَّأسِ الْمَشِيبْ

وَتَقَارَبَتْ مِنِّي الْخُطَى وَالْعُمْرُ آذَنَ بِالْمَغِيبْ

فَشَعَرْتُ أَنِّي خَائفٌ أُحْْصِي ذُنُوبِيَ وَالْعُيُوبْ

أَنَّى اتجَهْتُ أَعُودُ أبكِي مَا اقْتَرَفْتُ مِنَ الذُّنُوبْ

قَدْ هَزَّنِي أَنِّي وَقَفْتُ بِبَابِ عَلاَّمِ الْغُيوبْ

يَا رَبِّ، فَرِّجْ كُرْبَتي وَاسْتُرْ عُيُوبِي كَي أتُوبْ




قَدِمَ المَسَاءُ وَلَذَّتِي العُظْمَى إِذَا جَاءَ المَسَاءْ

كَمْ عَابِدٍ مُسْتَغْفِرٍ يَرْجُو وَيَنْتَظِرَ اللِقَاءْ

كَمْ نَاصِبٍ قَدَمَيهِ يَبْكِي خَاشِعَاً، لَبَّى النِدَاءْ

كَمْ رَافِعٍ كَفَّيهِ يَدْعُو رَاجِياً رَبَّ السَّمَاءْ

يَا مَنْ أنَرْتَ بَصِيرَتِي وَهَدَيتَنِي نَحْوَ الضِّيَاءْ

كُلُّ النُّفُوسِ إِلَيكَ تَهفُو فِي الصَّبَاحِ وَفِي المسَاءْ

يَا خَالِقِي، يَا رَازِقِي إِنِّي دَعَوتُكَ فِي الْخَفَاءْ

آهٍ لِمَنْ حُرِمَ الوُصُولَ، وَعَاشَ فِي دَركِ الشقَاءْ





أَشْتَاقُ عَفْوَكَ يَا إِلهِي يَا مُحِبَّ التَّائِبِينْ

أَشْتَاقُ حُبَّكَ يَا إِلهِي يَا مُعِينَ الْقَاصِدِينْ

أَشْتَاقُ جَنَّتَكَ التِي زَيَّنْتَهَا للنَّاظِرينْ

أَشْتَاقُ رُؤْيَتَكَ التي خَبَّأْتَهَا للصالِحِينْ

العَفوُ عَفْوكَ يَا إلهِي يَا رَجَاءَ العَائِدِينْ

كَثُرَتْ ذُنُوبِي، إِنَّمَا أَرْجُوكَ رَبَّ العَالَمِينْ

اغْفِرْ ذُنُوبِي يَا إِلهِي يَا مُجِيبَ السَّائِلِينْ

مَا أَنْتَ إِلا رَحْمَةٌ وَسِعَتْ ذُنُوبَ التَّائِبِينْ

****
شحده البهبهاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق