جديد

الأربعاء، 22 يناير 2014

حفيدتي والهاتف





.. فَجأَةً يَرِنُّ هاتِفي
فَجاءَ صَوتُكِ الحَنُونُ مِن بَعِيدْ
لِيبعَثَ الحَياةَ في المَكَانْ
ويُرسِلَ الضِّياءْ
في عالَمِي المَسكُونِ بِالخَوَاءْ.

****

أَتسأَلِينَ - يا حَبِيبَتي -
عَن ذِكرَياتِ طِفلةٍ في بَيتِ جَدِّها؟
عَن لُعبَةٍ صَغِيرةٍ تَركْتِها؟
أَتَسألِينَ - يا حَبِيبتي –
عن قِصةٍ سَمِعْتِها
لِطائرٍ يَمُوتُ في قَفَصْ
وأمُّهُ تَبكِيهِ في المَساءْ
وَتذْرِفُ الدُّموعَ في الخَفاءْ؟

****

أَتسأَلِينَ - يا حَفِيدتي -
عَن صُورةٍ مُعلَّقهْ
على جِدارِ غُرفَتِكْ؟
أم صُورةٍ في القَلبِ ما تزالُ مُشرِقَهْ
في وَحشَةٍ مِنَ الحَياةِ مُطْبِقَهْ؟

****

أَتسأَلِينَ يا حَفِيدَتي
عَن جَدِّكِ الحَزينْ؟
أَتسألِينَ عَن دُمُوعهِ في لَحظَةِ الوَداعْ؟
أَم تَسألينَ عَن نَهارِهِ،
عن لَيلهِ إذا أتى المَساءْ؟
أَتسألِينَ يا حفِيدَتي
عن صِحَّتي، عن حالَتي
في لَيلةٍ مِنَ الشِّتاءِ باردة؟
مَن يُدْفئُ العِظامَ وَالبُيوتُ خاويةْ؟

****

وبَعدَ جولَةٍ طَويلَةٍ مِنَ الحِوارِ
والنِّقاشِ والرَّجاءِ والجَدَلْ
تُحاولِينَ قَفْلَ هاتِفِي لِتَذهَبِي
.. وَيَقطعُ السُّكُونُ دِفءَ صَوتكِ الحَنُونْ
وَتَذهَبِينْ

****

قَد تَحملُ الأَسلاكُ - يا حفيدَتي -
أَصواتَنا
هَمْساتِنا
صَرْخاتِنا
قَدْ تَنقُلُ الأَسلاكُ صُورَتي أو صُورتَكْ
إذا أَتتْ معَ المَساءِ عَبْرَ ذَرَّاتِ الهَواءْ
لكِنَّها تظَلُّ عاجِزهْ

****

هَل تحمِلُ الأسلاكُ - يا حبيبتي - مشَاعِرَ البَشَرْ؟
الدِّفءُ لا يَكُونُ صادقاً إذا أتَى
معَ المَساءِ عَبْرَ ذرَّاتِ الهَواءْ
الدِّفءُ حالةٌ مِنَ الشُّعورْ
لجَدِّكِ الحَزينْ
يَحُسُّها بقَلبهِ المَلِيءِ بالحَنينْ
لِطائرٍ صَغِيرْ
في عالَمٍ يَمُوجُ بالضَّجيجْ
الدِّفءُ لَمسَةٌ مِنَ الحَنانْ
أضَاعهَا الإنسانْ
في زَحمةِ الحَياةِ وَالنِّسيانْ

****
شحده البهبهاني



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق