الشمس تشرق يا فجرا فلسطيني
والنصر أقبل يا من جئت تحييني
يا ملهم الشعر هل في الشعر من سعة
لمثل جودك طرف الخيط يدنيني
هذي قصيدة مدح كيف أكتبها
من أين أبدأ إن المدح يعيني
لا ينكر الفضل إلا من به عمشٌ
من لا يفرق بين الغر والجونِ
كم أشرقت شمسي لكنها خجلى
قد ضمها زمنٌ بالحزن مشحون
فالناس من زمنٍ ثكلى وأرملة
تبكي الأمرّين من ظلم ومن هونِ
والله إنيَ من همي ومن حزني
لم أدرِ عمريَ إلا فوق تسعين
لم يبق شبرٌ بأرضي إلا ودنسه
رجز الأفاعيَ من أبناء صهيونِ
ما زرت من أرض لأبكيها
إلا حزنت على طفل فلسطيني
هذا الشتات لمن؟ وكيف نقبله؟
قد بات قسراً حتى آخر الصين
أي المنازل أرضى ودنها وطناً
هذه فلسطين تجري في شراييني
وكم سهرت على حزن يؤرقني
واليوم تشرق لي شمسٌ وتدفيني
ما زلت أذكر كيف انتابني قلقٌ
خوفا عليك وذاك الخوف يبكيني
لا تأمننَّ من الأفعى وإن سكنت
القبر عضتها من ذلك اللين
اللين في غير وقت اللين مهلكة
والحزم في غير وقت الحزم يرديني
يا مقدم السعد يا حلما نعانقه
يا راية النصر من حين إلى حين
يا غيث أمتنا رياً على عطشٍ
تخطو فتعبق أزهار الرياحين
يا باعث الخير كم أفضلت من نعمٍ
يا من تلمس أوجاع المساكين
يا أحلم الناس في عفو وفي كرم
أشْرعْتَ سيفك تحمي حوزة الدين
يا منبع الحب قد أقبلت في ألقٍ
والحلم أزهر حتى قبل تشرين
يا صانع المجد منك المجد في تعب
والشيء بالشيء من فوق ومن دون
يا غارس الحب في شعب وفي وطن
الغرس غرسك من تين وزيتون
ما كنت احسب أن المجد مجتمع
حتى رأيتك صدقا غير تخمين
أتيت بالنصر حتى بات مرتسما
فوق الوجوه وهم غرٌّ ميامين
وأصبح المجد لا يخفى على أحد
وكم تباهى بمجد كلُّ مطعون
فأنت أول من أرسى قواعده
كم كان قبلك صعبا غير مأمونِ
شهم بلا صلفٍ أفعاله نطقت
كالنجم مرتفعا، كالسيف مسنونِ
أعددت أمتنا والله ثبتها
الحق مطلبها والعدل يكسوني
في الحرب ملحمة، في السلم مرحمة
في الناس رايتها بالعفو واللين
ماذا أعدد من فضل ومن كرم
ماذا أعدد من جهر ومكنون
تلك الخلائق آلا لاف مجندةٌ
الخيل خيلك أنصار لحطين
إني لأجزم أنَّ الله راحمنا
بأن نوليك يا شم العرانين
الكل في فرح مذ صرت بينهمُ
أتم سعدك يا من صغت تكويني
أطال عمرك ربي قد أطلت بكم
يحدو بيَّ الشوق والأعمال تعريني
ما عاد يوقفني من رحت أقصدهُ
إني حملت جوازاً من فلسطينِ
أرفع يديك وحيي كلَّ داعية
وكلَّ داعٍ فهم فوق الملايين
****
شحده البهبهاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق