جديد

الخميس، 23 يناير 2014

في ظلال الرسالة المحمدية (4)


ذو النورين (عثمان بن عفان) رضي الله عنه



كتبت هذه القصيدة دفاعا عن ثالث الخلفاء الراشدين ذي النورين (عثمان بن عفان) رضي الله عنه في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الإسلام والمسلمون اليوم
 .........

قَتَلُوكَ ظُلْمَاً كَائِنَاً مَا كَانَا
قَتَلُوا الخِلافَةَ فِي حِمَى عُثْمَانَا

إِنَّ الخطِيئةَ جَمَّةٌ وَعظِيمةٌ
فَتَحَتْ طَرِيقَ الشَّرِ وَالعُدوانَا

فَتَحَتْ طَرِيقَاً للضلالةَ طَالمَا
قَدْ أَقْفَلتْهُ يَدُ الرَّسُولِ عَيَانَا

إنِّي لأبْكِي فِي مُصَابٍ هَزَّنَا
فَأَحَالَ عِزَّتَنَا دَمَاً وَهَوَانَا

ظَهَرَتْ خِلافَتُنَا فَكَانَتْ رِفْعَةً
للمُسْلِمينَ مَكَانَةً وَزَمَانَا

قَدْ سَادَهَا حُبٌّ وَعَدْلٌ طَالمَا
فَخُرَتْ بِهِ وَتَزَيَّنَتْ إِيمَانَا

حَتَّى أتَاهَا العَابِثُونَ فَأَوْغَلُوا
فِي عِيِّهِمْ فَتَفَرَّقَتْ قُطْعَانَا

اللهُ وَحَّدَهُمْ بِحُكْمِ شَرِيعَةٍ
فَرَضُوا بِغَيْرِ هِدَايَةٍ شَيْطَانَا

لَمْ يَقْتُلُوكَ بِظُلمِهِمْ لَكِنَّمَا
قَتَلُوا الخِلافَة أُوْرِثُوا الخُسِرَانَا


أَسْلَمْتَ خَامِسَهُمْ فَكَانَتْ مِيزَةٌ
تَزْهُو بَهَا بَينَ الورَى عِرْفَانَا

مَا كَانَ يَنْقُصُكَ الوَجَاهَةَ إِنَّمَا
أَحْبَبْتَ هَدَّي مُحمدٍ رِضْوَانَا

قَدْ كُنْتَ تَرْفَلُ بِالحريرِ مُنَعْمَاً
وَتَحوزُ مِنْ أَشهَى الطَّعَامِ زَمَانَا

لَكنَّهُ الإِسْلامُ زَادَكَ عِفَّةً
فَشَرَعْتَ تَدْعُو للهُدى أَعْوَانَا

وَازْدَادَ حُبُّكَ للنَّبِي وَصَحْبِهِ
فَوَصَلْتَ مَرْتَبَةَ المُحِبِّ جِنَانَا

وَكَمِ اسْتَحَتْ مِنَّكَ المَلائِكَةُ التِي
سَجَدَتْ لِرَبِّي طَاعَةً إِذْعَانَا

ثُمَّ اسْتَحَى مِنْكَ الرَّسُولُ عَشِيةً
وَمِنَ الصَّحَابَةِ مَنْ رَأَى مَا كَانَا

زُوُّجْتَ مِنْ هَدي النُّبُوةِ زَهْرَةً
نُورَاً تَلأَلأَ فِي الدُّنَى إِنْسانَا

زُوُّجْتَ مِنْ بَعْدِ الوَفَاةِ بِأُخْتِهَا
نُورَانِ زَانَا فِي الوَرَى عُثْمَانَا




وَخَرَجْتَ تَرْجُو طَاعَةً فِي هِجْرَةٍ
فَرَبِحْتَ أَجْرَ الهِجْرَتِينِ جِنَانَا

أَنْفَقْتَ أَلفاً تَشْتَرِي بِئْرَاً لَهُمْ
تَرْوَي العِطَاشَ تُعِينُهُمْ إِحْسَانَا

أَتْبَعْتَهَا أَلفاً وَأَلفاً كُلَّهَا
مِنْ حُرِّ مَالِكَ مُخْلِصَا جَذْلانَا

وَسَّعْتَ بَيْتَاً للصَّلاةِ وَمَسْجِدَاً
فَالكُلُّ صَلَّى شَاكِرَاً فَرْحَانَا

وَحَمَلْتَ مَالَكَ جُلَّهُ فِي عُسْرَةٍ
جَهَّزْتَ جَيْشَاً عِدَّةً فُرْسَانَا

أَنْعِمْ بِمَا قَدَّمْتَ يَومَ لِقَائِهِ
أَرْضَاكَ رَبُّكَ كَائِنَاً مَا كَانَا

وَتَسَابَقَ الصَّحْبُ الكِرَامُ بِمَالِهِمْ
وَلَقَدْ كَسِبْتَ مِنَ السِّبَاقِ رِهَانَا

إِنَّ الذِينَ تَحَدَّثُوا عَنْ زَلَّةٍ
لَمْ يُدْرِكُوا قَوْلَ الرَّسُولِ عَيَانَا

مَا ضَرَّ عُثْمَانَاً صَنِيعٌ بَعْدَمَا
وَاسَى الرَّسُولَ بِمَالِهِ إِيمَانَا

اللهُ اكبرُ حِينَ دَوَّى عَالِيَاً
صَوْتُ النَّبِي رَضِيتُ عَنْ عُثْمَانَا




وَصَحِبْتَ خَيْرَ الخَلقِ فِي غَزَوَاتِهِ
شَارَكْتَهُمْ فِي جُوعِهِم إِحْسَانَا

مَاتَ الرَّسُولُ وَمِنْ تَلاهُ مَنَ الصَّحَا
بِةِ قَدْ رَضُوا عَنْ حِبِّهِمْ عُثْمَانَا

وَأَتُوكَ تَحْكُمُهُمْ فَكُنْتَ مُلَبِياً
لا طَامِعَاً فِيهَا وَلا دَهْانَا

وَشَرَعْتَ تَبْنِي دَوْلَةَ الإِسْلامِ فِي
شَرْقٍ وَغَرْبٍ صَادِقَاً نَشْوَانَا

فَبَعَثْتَ جُنْدَ المُسلمِينَ لِيَفْتَحُوا
فِي السِّنْدِ أَرْضَاً يَنْشُروا الإِحْسَانَا

وَحَمَلْتَ فِي سُفِنٍ لَيَغْزُوَ طَارِقٌ
فِي أَرْضِ أَنْدَلُسٍ لَنَا فُرْسَانَا

وَفَتَحْتَ دَرْبَاً للهُدَى فِي مَشْرِقٍ
فِي الغَربِ أُخْرَى تَنْشُرُ الإِيْمَانَا

تِلكَ الفُتُوحُ الزُّهْرُ بَراً لَمْ تَكُنْ
إِلا نِتَاجُكَ فِي المَدَى رَيْحَانَا

مَا كُنْتَ تَعْرِفُ غَيرَ هِمَّةِ مَاجِدٍ
هَلْ يَعْرِفُ الشَّهْمُ الأَبِيُّ هَوانَا؟




حَمَلُوا أَحَدَّ سُيُوفَهُمْ فِي غِيِّهِمْ
دَخَلُوا عَلَيْكَ تَسَوَّرُوا الجُدْرَانَا

وَصَلُوا لِصَحْنِ الدَّارِ فِي غَوغَائِهِمْ
مَا عَايَنُوا حَرَسَاً وَلا سُلْطَانَا

لَمْ يَثْنِهِمْ أَنَّ البُيُوتَ مُصَانَةٌ
وَيَسَابِقُون بِغِيِّهِمْ شَيْطَانَا

لا, لَمْ تُحِبَّ الظُّلْمَ أَوْ تَأْمُرْ بِهِ
وَثَبَتَّ لَمْ تَرْجِفْ فَكَانَ بَيْانَا

وَجَلَسْتَ تَدْعُو بِالهِدَايَةِ صَابِرَاً
وَعَكَفْتَ تَتْلُو فِي الحِمَى قُرْآنَا

وَالزَّوْجُ تَبْكِي تَسْتَغِيثُ بِأُمَةٍ
لُطِمَتْ فَصَاحَتْ فِي المَدَى "رُحْمَانَا"

هَذَا الذِي أَرْوَى العِطَاشَ مَحَبَّةً
عُثْمَانُ يُقْتَلُ صَائِمَاً عَطْشَانَا

هُمْ أَبْصَرُوا يَدَكَ التِي قَدْ مُزِّقَتْ
فَلِكَمْ وَسِعْتَ البَذَلَ وَالإِحْسَانَا

اللهُ أَكْبَرُ أَيْنَ حُرْمَةُ مُؤْمِنٍ
سَفَكُوا الدِّمَاءَ, فَأُوْرِثُوا الخُسْرَانَا




عَبَقٌ مِنَ الإِسْلامِ خَالطَهُ دَمٌ
عَبَقُ الخِلافَةِ سَالَ مِنْ عُثْمَانَا

وَاليَوْمَ نَحْنُ بِأَرضِنَا نَبْكِي دَمَاً
مِنْ ظُلِّمِ مَنْ زَحَفُوا إِلَى مَسْرَانَا

شَتَّانَ بَينَ عَدُوِنَا فِي غَدْرِهِمْ
وَالحَالُ مِنَّا يَا أَخِي شَتَّانَا

بُنِيَتْ خِلافَتُنَا عَلَى العَدْلِ الذِي
نَعِمُوا بِهِ فِي حُكْمِنَا أَزْمَانَا

لَمْ يَحْفَظُوا عَهْدَاً وَقَدْ غَدَرُوا بِنَا
وَيَسِيلُ مِنْ دَمِنَا المَدَى رَيَّانَا

قَتَلُوكَ يَاعُثْمَانُ فِي شَمْسِ الضُّحَى
ثُمَّ انْثَنَوا ذَبَحُوكَ يَا أَقْصَانَا
****
شحده البهبهاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق