قصيدة مهداة لأُمي رحمها
الله رحمة واسعة هي وكل أموات المسلمين وأسكنهم فسيح جناته
رضاكِ وَحُبُّكِ فِي
الصالحاتِ
|
وبِرُّكِ حقٌ مِنَ
الواجباتِ
|
|
بكتْكِ العيونُ لعلَّ
البكاءَ
|
يخففُ شيئاً مِنَ
النائباتِ
|
|
أُنَادِيكَ أُمِّي
فَأَنْتِ الوجودُ
|
وَأَنتِ الضياءُ مِنَ
الكَالِحاتِ
|
|
أُناديكِ أُمِّي
وأبْكِيكِ شوقا
|
فكمْ كنتِ نجماً من
الزَّاهِياتِ
|
|
وكمْ كنتِ نوراً بكلِ
طريقٍ
|
تلُوحُ بِدَرْبِي من
المُحْبِطَاتِ
|
|
فما كنتِ يوماً قليلةَ
صبرٍ
|
ولا كنتِ يوماً مِنَ
النَّائحاتِ
|
|
وَكنتِ العطاءَ لِمَنْ رامَ حُبّاً
|
فكيفَ تَرَكْتُكِ في
السَّاهراتِ
|
|
وكمْ كنتِ أمّاً وصدراً
حَنُوناً
|
وَفَيضاً مِنَ الحبِّ
رمزَ الحياةِ
|
|
وكمْ كُنتِ فجراً
تَقُولِينَ رُوحِي
|
أُعِيذُكَ طِفْلِي من
المُهْلِكَاتِ
|
|
تِصِيحِينَ عنْدَ سماعِ
الأذانِ
|
أَقُومُ لِفَرْضِيَ
وقْتَ الصَّلاةِ
|
|
أُنَادِيكِ أُمِّي فهلْ
مِنْ مُجِيبٍ
|
وكيفَ تُجِيبُ التِي
فِي الرُفَاتِ
|
|
تَذَكَّرْتُ أمِّيَ
لَحْظَةَ طَلْقٍ
|
وَخُوفَا عَليَّ مِنَ
النَّازِلات
|
|
أَضَعتُ الليالي
جَفَاءً وَبُعْداً
|
فكانت هباءً مع
الجاريَاتِ
|
|
وَأضْحَتْ حَياتِي
مَهَبَّ رِيَاحٍ
|
وَكُثْبَانَ رملٍ معَ
السَّافيات
|
|
فلمْ أَرْعَ أَنَّكِ
تَبْكِينَ حُزْناً
|
لأَنِّيَ بَاقٍ هُنَا
فِي الشَّتَاتِ
|
|
تُنادِينَ عُمْرِي
أَمَا آنَ وَقتٌ
|
أُكَحِّلُ عَينيَّ
قَبْلَ المماتِ؟
|
|
ولمْ أدْرِ أَنِّي
سَأَفْقِدُ رُوْحِي
|
وَاَفْقِدُ طُهْراً
مِنَ الأُمََّهَاتِ
|
|
فَكَانَ شَتَاتٌ
للقْمةِ عَيشٍ
|
فكمْ من جِياعٍ معَ
النَّائِحاتِ
|
|
فَإِنْ غِبْتُ عنكِ
فَمَا غِبْتِ عَنِي
|
وَلا كُنْتُ يوماً
جَحُودَ الصِّلاتِ
|
|
فَأَمضيتُ عُمري
أَعَدُّ الليالي
|
لأُفِيكِ بَعضاً مِنَ
الوَاجِبَاتِ
|
|
فَمَا إِنْ رَجعتُ
لِحُضْنِكِ حَتَى
|
أُقَبُّلُ وجهَكِ بعدَ
الشَّتَاتِ
|
|
فَكانَ اللقاءُ سريعاً
قصيراً
|
لأُمْضَيََ البَقِيةَ
وَسْطَ التِّرَاتِ
|
|
طَواكِ المماتُ فَآهٍ
وَآهٍ
|
كَأَنِّيَ أَشْقَى بِأَرْضٍ
مَوَاتِ
|
|
فإِنْ كانَ دَمعِي
يُخفِّفُ حُزنِي
|
فإِنِّي سَأبْكِيكِ
حَتَى المَمَاتِ
|
|
سَأَبْكِي لأَنِّي
تَرَكْتُكِ يَوماً
|
تُقَاسِينَ هَمّاً معَ
المُوحِشَاتِ
|
|
إلهِي رِضَاكَ رِضَاكَ
لأُمِّي
|
وأَصْلِحْ شُؤُونِيَ
فِي البَاقِيَاتِ
|
|
وَأَدْعُوكَ رَبِي فَإِنَّ
الدُّعاءَ
|
طَرِيقِي إِليّكَ ِمنَ
السِّيئَاتِ
|
|
وإنِّي لادْعُوكَ آخِرَ
عُمري
|
وَأَرْجُوك فَيْضاً
مِنَ الزَّاكِيَاتِ
|
|
إِلهِي وأَنْتَ القريبُ
المجيبُ
|
سَألْتُكَ رَبِّي طريقَ
النَّجَاةِ
|
|
حَنَانِيكَ ربِّي
تَقَبَّلْ رَجَائِي
|
دُعَائِي لأُمِّيَ فِي
الصَّالِحاتِ
|
|
وَأَكْرِمْ رَجَائِي
وَحَقَّقْ مُنَاهَا
|
بِفِرْدُوسِ عَدنٍ
مِنََ الفَائِزاتِ
|
|
شَفَاعَة عِتْقٍ مِنَ
النَّار رَبِّي
|
لكلِّ َحَصَانٍ مِنَ
الأُمَّهَاتِ
|
****
شحده البهبهاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق