جديد

الخميس، 23 يناير 2014

في ظلال الرسالة المحمدية (5)

               أبو الحسن (علي بن أبي طالب) رضي الله عنه


كتبت هذه القصيدة دفاعا عن رابع الخلفاء الراشدين أبي الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الإسلام والمسلمون اليوم.

أَرَاجِيفُ الهَوى تَذْوي تَغِيبُ
وَقَولُ الحَقِ بَاقٍ لا يَغِيبُ

وَضَعْتُ الزَّادَ فِي رَحْلِي لأَنِّي
عَلَى سَفَرٍ إِذَا رَحَلَ المَغِيبُ

تَقُولُ مَطِيَّتِي أَينَ ارْتِحَالِي
وَأَينَ نُقِيمُ وَالمَأْوَى رَطِيبُ

فَقَادَتْنِي خُطَايَ إِلَى كِرَامٍ
نَفِيءُ بِظِلِّهِم تَزْهُو الطُّيُوبُ

فَمِنْهُمْ قَائِمٌ فِي الليلِ يَدعُو
وَمِنْهُمْ عَادِلٌ شَهْمٌ أَرِيبُ

وَمِنْهُمْ مَنْ أَقَامَ الدِّينَ شَرْقَاً
وَبالحَسَنَاتِ تَنْدَثِرُ الذُّنُوبُ

أَبُو الحَسنِ الذي مَا انْفَكَ يَسْمُو
وَيَعْلُو ذِكْرُهُ يَزْهُو يَطِيبُ

هُو الْمِقْدَامُ فِي حَرْبٍ وَسِلْمٍ
هُو الصِّهْرُ المُدللُ وَالحَبِيبُ

هُو الإِيمانُ فِي أَسْمَى المَعَانِي
هُو الإِحْسَانُ والدَّوْحُ الخَصِيبُ

تَحَلَّى فِي صِبَاهُ بِكُلِّ حُسْنٍ
فَنِعْمَ شَبَابُهُ الغَضُّ الرَّطِيبُ

إِذَا انْبَرَتِ السُّيُوفُ لِحَصْدِ كُفْرٍ
فَسَيْفُ الحَقِ سَيْفٌ لا يَخِيبُ

إِذَا نَادَتْ إِلَى نَصْرٍ سُيُوفٌ
فَسَيْفُ عَلِيِّ أَسْرَعُ مَا يُجِيبُ




دُعِيتَ مِنَ النَّبِي لِخَيْرِ هَديٍّ
هَيَ الْحُسنَى وَأَنْتَ لَهَا وَثُوبُ

رَضِيتَ مِنَ الرَّسُولِ بِكُلِّ فِعْلٍ
تُطيعُ اللهَ وَالأُخْرَى قَريبُ

دَعَاكَ المُصطَفَي لِتَبِيتَ لَيلاً
وَهَبْتَ النَّفسَ أَنْتَ لَهُ مُجِيبُ

فَزَوَّجَكَ النَّبِيُّ أَحَبَّ نَفْسٍ
بِفَاطِمَةٍ تُعطرُها الطُيوبُ

فَعِشْتَ الحُبَّ فِي كَنَفٍ وَدُودٍ
فَكَانَ الخَيرُ وَالولدُ الحَبِيبُ

هُوَ الْحَسَنُ الذي قَدْ جَاءَ رَيَّاً
وَسِبْطُ محمدٍ فَرْعٌ يَطِيبُ

وَيَتْلُوهُ الْحُسينُ وَهُمْ رَبِيعٌ
لِقَلبِ مُحمدٍ أَلَقٌ خَصِيبُ

رَحَلْتَ إِلَى المَدِينةِ فِي مَسَاءٍ
رَسُولُ اللهِ هَلَّلَ يَا حَبِيبُ

وَنَادَاكَ الرَّسُولُ أَبَا تُرَابٍ
فَكَانَ أَحَبُّ مَا سَمَّى نَسِيبُ

حَمَلْتَ لِوَاءَهُ فِي يَومِ بَدْرٍ
وَخَيْبَرَ وَالفُتُوحُ لَهَا طُيُوبُ




تَوَلَّيْتَ الخِلافَةَ بَعْدَ عُسْرٍ
فَأَعْيَا النَّاسَ طِبٌ أَوْ طَبِيبُ

تَثُورُ الفِتْنَةُ الكُبْرَى فَتَهْوي
بِمَا شَادَ الصَّحَابَةُ وَالحَبِيبُ

وَكَمْ حَاوَلْتَ إِصْلاحَاً وَلَكِنْ
هَيَ الهَيجَاءُ إِنْ عَمِيَتْ قُلُوبُ

فَكُنْتَ فِدَاءَ مَعْرَكَةٍ أُثِيرَتْ
لِرَأبِ الصَّدْعِ فَارْتَفَعَ اللهِيبُ

تَقَابَلَتِ السُّيُوفُ فَضَاعَ حَقٌ
وَأَضْحَى بَينَنَا قَتْلٌ رَهِيبُ

إِذَا مَا الجُرْحُ أَوْغَلَ فِي مَدَاهُ
فَلا تُجْدِي خُيُوطٌ أَوْ قُطُوبُ

وَمَنْ  يَرْضَ الحَيَاةَ بِغِيرِ عِزٍ
تُحيطُ بهِ المذلةُ والعُيوبُ

يَمُوتُ النَّاسُ مِنْ أَلَمٍ وَحُزْنٍ
فَسِيفٌ مُشْرَعٌ وَدَمٌ سَكُوبُ

عَشِقْنَا القَتْلَ مِنْ جِيلٍ لِجِيلٍ
وَأَصْبَحَ دَأْبَنَا الفِعْلُ العَطُوبُ

دِمَاءٌ مِنْ خِلافَتِنَا أُرِيقَتْ
وَشَمْسُ حَضَارَةٍ بَدَأَتْ تَغِيبُ




وَتَعْلَمُ أَنَّ مَوْعِدَنَا لِقَاءٌ
وَمَا للمَرْءِ مِنْ قَدَرٍ هُرُوبُ

شَهِيدٌ أَنْتَ ثَالِثُهُمْ لِتَرْقَى
إِلَى العَليَاءِ رُوحُكَ وَالطُّيُوبُ

سَقَطْتَ لِيَشْهَدَ التَارِيخُ فَصْلاً
تَمَطَّى بِالسَّوَادِ لَهُ نَحِيبُ

لِعَهْدٍ فِي الخِلافَةِ كَانَ حَقْاً
وِإِنْ كَانَتْ تُخَالِطُهُ الثُّقُوبُ

وَمَا فِي الخَلقِ شَيءٌ فِي تَمَامٍ
هُوَ البَارِي إِذَا أَعْطَى وَهُوبُ

يَمُوتُ الخَلقُ إِنْ تَمَّتْ حَيَاةٌ
وَكُلُّ الخَلقِ إِنْ يُدْعَى يُجِيبُ

حَفِظْتَ اللهَ فِي سِرٍ وَجَهْرٍ
نَقَاءَ الثَّوْبِ لَيْسَ بِهِ عُيُوبُ

وَكُنْتَ لِكُلِّ مِسْكِينٍ دَوَاءً
تُحبُّ الخيرَ أنتَ لهُ مُنيبُ

وَبَاتَ الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا رِهَانَاً
تُسَابِقُ فِيهِ إِنْ هَبَّتْ هَبُوبُ

وُهِبْتَ فَصَاحَةً وَمَلَكْتَ عِلْمَاً
وَشِعْرُكَ رَائِعٌ رَطِبٌ عَذُوبُ

وفِي فَنِّ الخَطابةِ بحرُ علمٍ
فأنتَ مُفوَّهٌ لبقٌ خَطيبُ

حَمَلْتَ العِلمَ تَهْدِمُ كُلَّ جَهْلٍ
وَيَرْهَبًُ سِيفَكَ العَاصِي الكَذُوبُ

مَلَكْتَ شَجَاعَةً وَمَلَكْتَ حُلْمَاً
قَضَاؤكَ صَائِبٌ عَقْلٌ لَبِيبُ





لَقِيتَ اللهَ مُشْتَاقَاً مُحِبَّاً
وَقَدْ قَرَّتْ عُيُونُكَ يَا حَبِيبُ

بِمَوْتِكَ يَنْتَهِي زَمَنٌ عَظِيمٌ
عُيُونُ الخَلْقِ دَامِيةٌ سَكُوبُ

تَضِيعُ خِلافَةٌ وَيَضِيعُ مُلْكٌ
بِأَنْدَلُسٍ تَضِيعُ وَلا مُجِيبُ

وَأَرْضُ العُربِ مَزَّقَهَا عَدُوٌ
وَفِي الأَقْصَى صُرِاخٌ أَوْ نَحِيبُ

فَهَلْ مِنْ "خَالِدٍ" يَعْلُو بِسِيفٍ؟
وَهَلْ مِنْ "طَارِقٍ" شَهْمٍ يُجيبُ؟

يُعِيدُ الحَقَ يَرْفَعُ مَا تَهَاوَى
هُوَ الأَقْصَى, ومَسرانَا السليبُ

****
شحده البهبهاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق