جديد

الأربعاء، 22 يناير 2014

هزلية مكررة بين أبن خلدون وبسكويت الهنا


نثرت جعبتي
هتفت عليا: "كفي نعمْ
جمعت ما يسد جوعيَ النهم"
في دمي اشتياق كالحريق للكتب
قلت: اشتريه.
***********
خرجت مسرعا إلى الطريق
ركبت ما وجدت، إنما بداخلي شعور
وفرحتي تقبل الكتاب
تضمه تعانق السطور
بسرعة نطقت:
"على اليمن لو سمحت يا أخي،
وصلت للمكان"
نقدته، قفزت للرصيف،
***********
لكنني دهشت
حدقت في المكان، حدقت في الرفوف
انتابني الشعور بالقلق
ولم أفق  من صدمتي
هنا رأيت ما عشقت
وما أحب
هنا الأدب
هنا أبن خلدون العرب
لربما أضعت ذلك المكان!!
في زحمة الحياة والصخب
تغيرت وجوه من عرفتْ
أين صاحبي القديم؟
أين جوعي الشديد للكتب؟
وفجأة أجابني:
"لديَّ كلَّ ما تريد، أو تحب
لديَّ "بسكوت" الهنا،
خذ راحتك.
أختر من الأصناف ما تشاء سيدي،
فكلنا في خدمتك "
***********
دفعت ما جمعت من نقود
حملت ما حُمْلِتُ واشتريتْ
وعدت راجعا، وفي الطريق،
رأيت سائلا يشدني إليه
-   أعطني مما معك
-   معي كتبْ
هذا ابن خلدون العربْ
أجاب في عجب
-   بسكويت
لا فرق هات،
البسكويت للصغار "فرفشة" وللكبار "قرقشة"
أعطيتهُ فرحت مرة، حزنت مرتين
أعطيت سائلا ففزتْ
لكنني رجعت خائبا وجائعا كما ذهبت
***********
هزلية وإنما مكررة
تطور تقدم وعولمة
أصاب ذلك المكان حولهْ
من مكتبةْ
لمتجر لبيع بسكوت الهنا
فالعصر عصر الفرفشة
والعلم في زماننا
هزلية وقرقشة
****
شحده البهبهاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق