جديد

الخميس، 23 يناير 2014

ورحلت عنا راضيا فرحانا


كتبت هذا القصيدة في ذكرى الإسراء والمعراج للاشتراك في المسابقة




صِدْقاً أحبَك مَنْ بَرَى الأَكْوَانَا
أعلى مكانَك سالفاً وزمانَا

أُرسلتَ بالتوحيدِ تَصْدَعُ حِينَمَا
سادَ الدُنَى مَنْ يَعْبُدُ الأوثَانَا

أُرسلتَ عَدْلاُ بَعدَ ظلمٍ قدْ فَشَا
أُرسلتَ نُوراً تَنْشُرُ الإيمَانَا

فَلأَنْتَ مَشْعَلَ رَحْمَةٍ وَهِدَايَةٍ
رَبَّاكَ رَبِّي ، أَكْرَمَ الإِنْسَانَا

كُلِّفْتَ حَمَلَ رِسَالةٍ فَحَمَلْتَهَا
لَمْ تُبْدِ ضَعْفاً هَادِياً عَدْنَانَا

وَشَرَعْتَ تَدْعُو الأَقْرَبِينَ وَمَنْ تَلا
تَتْلُو عَلَيْهِمْ بَالهُدَى قُرْآنَا

عَمِيَتْ قُلُوبُ المُشْرِكِينَ وَأُقْفِلَتْ
ولَكَمْ سعَوْا نَحوَ الأَذَى قُطْعَانَا

مَاتَتْ خَديجةُ وَالمُعِينُ عَلَى النَّوَى
هَلْ يُدْرِكُ المَحْزُونُ مَا السُّلْوَانَا

وَالطَّائفُ الغراءُ تَشْهَدُ إِنَّهُمْ
أَغْرُوا بِجَهْلٍ فِتْيَةً صِبْيَانَا

أَدْمُوكَ حَتَى سَالَ مِنْ قَدَمِيكَ مَا
قَدْ بَاتَ رَبُكَ مِنْهُمو غَضْبَانَا



وَجَلسْتَ تَشْكُو غُرْبَةً فِي حُرْقَةٍ
تَدعُوهُ رِفْقاً خَائِفاً حَيْرَانَا

قدْ أَثْقَلَتْكَ مَصَاعِبٌ فِي ليلةٍ
فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يُرِيكَ جِنَانَا

أَسْرَى بِكَ الرَّحَمنُ فِي لَيلِ الدُّجَى
فَأَضَاءَ نُورُكَ فِي المَدَى أَرْكَانَا

القدسُ شَرَّفَهَا الإِلهُ بِرِحْلَةٍ
كَانَ البُرَاقُ رَكُوبَةً عِرْفَانَا

وَجَمَعْتَ بَينَ المَسْجِدَينَ بِآيَةٍ
غَراءَ تُتْلَى شَاهِداً وَبَيَانَا

وَعَرَجْتَ مِنْهَا للسماءِ لِكَي تَرَى
آيَاتِ رَبِّكَ جَهْرَةً وَعَيَانَا

وَاصْطَفَ خَلفَكَ فِي الصلاةِ تَؤُمُهُمْ
قَدْ بَاتْ وَجْهُكَ مُشْرِقاً جَذْلانَا

أَنْتَ الإِمَامُ وَكُلُّهُمْ تَبَعاً لَنَا
الدُّينُ شَرْعُكَ،جُمْلًةً تِبْيَانَا

حَدَّثْتَ عَنْهَا كَي تَكونَ رِسالةً
هِيَ شَاهدٌ للعَالمينَ زَمانَا

هُمْ يَسْأَلُونَ وَأَنْتَ أَنْتَ تُجِيبُهُم
أَفْحَمْتَ سَائِلَهُمْ بَدَا حَيْرَانَا



ثُمَّ انْثَنوا نَحوَ الرَّفِيقِ أَجَابَهُمْ
مَا قَالَ إِلا صَادِقاً إِحْسَانَا

إِنِّي أُصَدَّقُهُ بِمَا يَأتِي بِهِ
خَبَرَ السَّمَاءِ وّمَا يَقُولُ عَيَانَا

إِسْرَاؤه مِعْرَاجُهُ فِي لَيلَةٍ
بَهَرَ الدُنَى فَتَزَيَّنَتْ رَيْحَانَا

إِنَّ المحبةَ فِي اصْطِفَاءِ نَبِيِّنَا
فَالحوضُ حَوضُكَ جَنَّةً رُضْوَانَا

أَعْطَاكَ رَبِي رَحْمَةً وَشَفَاعَةً
خَسِرَ الذِي مَا نَالَهَا خُسْرَانَا

هَلْ حَازَ قَبْلَكَ مِنْ نَبِيٍ مُرْسَلٍ
تِلْكَ الشَّفَاعةَ كَائِناً مَنْ كَانَا؟

مَا أُعْطِيَتْ إِلا لِأَكْرَمِ خَلْقِهِ
فُضِّلْتَ عَنهمْ رِفْعَةً وَمَكَانَا

هيَ للحبيبِ مَحبةً مِنْ رَبِّهِ
يَا خيرَ مَنْ حَمَلَ الهُدَى عُنْوَانَا

أَكْمَلْتَ شَرعَ اللهِ يَا خَيرَ الورَى
وَرَحَلْتَ عنَّا رَاضِياً فَرْحَانَا

وَاليومَ بَاتَتْ حَالُنَا يُرْثَى لَهَا
دُفِنَ الجِهَـادُ فَلَـْم نَعُـدْ فَرْسَانَا

القدسُ تَبْكِي تَكْتَوي مِنْ نَارِهِمْ
بِكَ تَسْتَجِيرُ فَمَنْ لَهُ أَقْصَانَا؟!
****
شحده البهبهاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق