جديد

الأربعاء، 22 يناير 2014

مئذنتي هي القدس


أردت زيارة القدس
فأوقفني جنودٌ في أزقتها
ممنوع بلا تصريح
حزنت،بكيت
وعدت أسير في الطرقات
وذكرى في أزقتها تحدثني
بما في القلب  من عشق ومن ألم
فأدرك أن  لي في القدس تاريخاً وعنوانا
وكم في القدس خنزير بلا عنوان
وبيتاً كنتُ اسكُنَهُ
اكتبُ فيه عن جدي يصلي الفجرَ.
وأمي تشعلُ الطابونَ،
تصنعُ من فطائرِها عشاءً لي،
تزينهً عُرى الزيتون والزعتر
أجوبُ القدسَ، أبحثُ في أزقتها
عن التاريخ، يروى قصةَ الهكسوسِ،
والرومانِ والفُرسِ........،
يروي قصةَ الفتحِ الذي صَاغت،
معالِمَهُ عروبتُنُا
وأضرحةٍ لآلافٍ من الشهداءِ
في عمواسَ، شاهدةً على عصرٍ
من الرحمة.
..................
أجوبُ القدسَ، أبحثُ في شوارعها،
عن أهلي وعن صحبي,
وعمَّن كنتُ أعرفُهُم،
من البشرِ
فهل خانتني ذاكرتي؟
أم ضاعت وجوهُ الناسِ في زمنٍ،
من النسيان والغفلة.
أجوبُ القدسَ، أبحثُ في مساجدها،
عن الصوتِ الذي يَعلُو مع الفجرِ
صوتُ بلال بعد الفتح.
عن عمر،عن العدلِ
وأبحثُ في كنائسها، عن الأجراس والقداس.
وصوت محبةٍ في الناس.



أجوبُ القدسَ ـ يا عجباً ـ وما أدري؟،
أتعرفني وأعرفها؟
ملامحُ وجهها الشرقي،
أضحي في عُرى النسيان،
تحجبهُ أشرعةٌ من الاسمنت
شاهقةً، وأقدامٌ تطاردني،
وجوهٌ لستُ أعرفها،
ضجيجٌ في أزقتها،
لغاتٌ لستُ أفهمها،
تحدثني
بألسنةٍ وأصواتٍ لها صخبُ
تنكرني وأنكرها.
فأين النورُ؟ ؟ حين يشعُ
من وجهٍ لراهبةٍ بتولٍ،
في كنيستها
وأين النور؟،
حين يشعُ من وجهٍ يقيم،
الليلَ في مِحرابِ صخرتِها،
وأينَ الحب؟
أجوبُ القدسَ أُهدي باقةً مِن حب،
لوجه بتولنا العذراء حين تطل.
ومسرى نبينا الأميّ والصخرة
................
أجوبُ القدسَ أشعرُ أنَّها لبست،
وشاحَ الخوفِ والآهاتِ والحزنِ،
وثوبِ حدادها الأسود،
ودمعٌ في عيون الناس يحبسها عن الفرحِ
وحزنٌ في مساجدها، كنائسها،
شوارعها،أزقتها،
يحجبُ صوتَ أغنيةٍ أرددها
" عروبتنا هي القدس ""
فأن خُنِقَت فكلِ العربِ من دركٍ إلى دركِ
مئذنتي مع التاريخ،
صوت عروبتي الماضي
وصوت عروبتي الآتي
فصوتُ القدسِ عنوانٌ لعزتنا،
وصوتُ القدسِ مرتبطٌ، بصخرتها ومسجدها
فإن  عَزت فكلُ العُرّبَ في غزٍّ وفي منعة
وإن سقطت فكلُ العُرّبِ في هونٍ وفي سقطِ
وإن ضاعت تموتُ العُرّبِ مَوتها إلى الأبد
****
شحده البهبهاني



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق