جديد

الأربعاء، 22 يناير 2014

أَرْضَ الرِّبَاطِ ، مَنْ حَاصَرُوكِ لِمَ الْحِصَارْ؟!



في أَرضِ غزةَ يكتبُ التاريخُ أنْصعَ صفحة،
بدماءِ شعبٍ صامدٍ، والبحرُ يَحكِي قصةَ،
الجوعِ الْمُغَمَّسِ بالعرقْ
مِنْ أجلِ طفلٍ جائعٍ،ومَا يَسُدُّ لهُ رَمَقْ
فِي أرضَ غزةَ، مِنْ سَابقٍ أوْ مَنْ لَحِقْ
أنَّي اتْجهت تَرَى
آثارَ مَنْ كَتبوا الشهادةَ والشهامةَ والشرفْ
كَتبوا شهادةَ أمةٍ، بدمائِهم وبجوعِهم وبصبرِهم،
وعزيمةٍ فِاقِتْ حدودَ شريطِها وطريقِها الممتدِ
مِنْ أقصَى الجنوبِ إلى الشمالْ
هِيَ غَزةٌ ، وَهُنَا السؤالْ
مَنْ حَاصَرُوكِ ، لِمَ الحصارْ؟!
عامٌ يَمرُّ وَقبلَهُ عامٌ وعامٌ ثُمَّ عامْ
وَالكلُّ يُغْمِضُ عينَهُ عَمَّا تُعَانِي مِنْ سِقَامْ
وَحِصارُ غزةَ، قُوْتُهَا موتٌ على موتٍ
وفوقَ الموتِ بارودٌ ونارْ
أَمرٌ عَحبْ
هَذا عدوٌ نَعْرِفُهْ

مَنْ حَاصُروكِ وَما السببْ؟
مَا عدُّتُ أدْرِي هلْ أنَا مِنْ جنسِ آدمَ أمْ غَريِبْ
وَهلْ أَمُتُّ لهمْ بِخيطٍ مِنْ نَسَبْ
الكلُّ بَنْفُثُ سُمَّهُ نَحوي، َويَشربُ مِنْ دَمِي،
وَكَأننَِّي وَحدِي خُلُقْتُ لِكي أموتَ بَلا سَبَبْ
آهِ يَا ربَّ السماءِ، وَمَا حوتْ
مَا عدُّتُ أَدرِي حينَ تُقتلُ طِفلتِي مَاذَا جَنَتْ
أَلأنَّها ذهبتْ لتكتبَ قصةَ الشعبِ المُشردَ مِنْ زَمَنْ؟
أمْ أَنَّها قَرأَتْ – بِغيرِ رِضَاكُمُ- عمَّا يُدوْنُ فِي الكتبْ؟
عَنْ حقِّهَا فِي العيشِ فِي أَغلَى وَطَنْ
أمْ أَنَّها جَهِلتْ قَوانينَ السياسةِ والكياسةِ والفصاحةِ والأَدبْ؟
آهِ مَنْ لِي بِالدعاءْ
مَا عدُّتُ أدْرِي كَيفَ يُحْرَمُ مِنْ عِلاجٍ أوْ دَوَاءْ
طفلٌ يُعَانِي الموتَ مِنْ مرضٍ عُضَالْ
وِهُنَا السؤالْ
ألأنَّهُ سرطانُ يَسرِي فِي حُلوقِ الغَاصِبينْ؟؟؟
وَحِجارةُ الأَطفالِ رَمْزُ الصامدينْ
أمْ أَنَّهُ مرضٌ لَعِينْ
حَاصَرْتُمُوهُ لِتَمْنَعُوا عنهُ الدواءْ؟
أمْ أَنَّكُمْ تَخْشُونَ أَنْ يُعْدِي ضَمَائِرَكُمْ إِذا تَنفَّسَ أوْ كَتَبْ؟
أينَ الندمْ ؟
مَا عُدتَ ادرِي كيفَ يُحرمُ عَاملٌ مِنْ لُقمةِ العيشِ ،
لِمنْ بَاتُوا جِياعَا يَصرخُونَ مِنْ الألَمْ
ألأنَّهمْ وُلدُوا بغرةَ يَبحثُونَ عَنِ الكرامةِ والشهادةِ والشرفْ؟
مَا عُدْتُ ادرِي كيفَ أُمْنَعُ أَنْ أُسِافرَ مِثْلَ آلافِ البشرْ
الكلُّ يَرحلُ حَيْثُ يَرغبُ، أوْ يَشاءُ كَما يُحِبْ
إِلا أَنا، أمرٌ عجبْ
حَظرٌ علَى حظرٍ وألفُ حَظرْ
ألأنَّكُمْ تَخشُونَ إِنْ حدثْتُكُمْ عَنْ مَوطنِي؟؟
يَنْتَابكُمْ هَذَيانُ عشقٍ فِي دَمِي
فَتُلوثُونَ دماءَكَمْ أوْ تُفسدُونَ وضوءَكَمْ فلا تَصُحُّ صَلاتُكُمْ
تَعْساً لَكُمْ


الخوفُ أَفسدَ طُهْرَكُمْ
والجُبنُ أَفْسَدَ صُومَكُمْ
تَعْساً لكمْ، يَا مَنْ تَرَكْتُمْ طُهْرَكُمْ
هِيَ غزةٌ ،أرضُ الرباطِ وَمَجْدَكُمْ
والكلُّ يَعرفُهَا ويعرفُ شعبَها وحجارةَ السِّجِّيلِ رَمْزٌ للغَضَبْ
هي أَمْنَكٌمْ هي عِزَّكَمْ شرفٌ لَكُمْ
يَا مَنْ أَردْتُمْ مَوتَهَا بِحِصَارِكُمْ تَعْساَ لكمْ
لنْ تَقتلُوا شَعبِي، فغزةُ لنِ تَمُوتْ
هِيَ قَلعةٌ، ومنارةٌ هِيَ حِصْنَكُمْ
هيَ أَرضَعَتْكُمْ عِلْمَهَا، وبَنَى لكمْ عُلمَاؤها بِكِفَاحِهِم صرحاً فَمَا
كانَ الجزاءُ سِوَى الحصارِ، فَهلْ نَسِيتُمْ فَضْلَهَا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تَقْتَاتُ غزةُ مِنْ دِماءِ شبَابِها ورجالِها وشيوخِها،
ولا تُدنْسُ عرضَهَا بِسؤالِكُمْ
تَعساً لَكمْ
هيَ غزةٌ ، أرضُ الرباطِ وطهرِكُمْ
فُطرَتْ عَلَى الشرفِ الرفيعِ بقامةٍ كَالسنديانْ
هيَ عُمْقُ تاريخٍ عَريقِ فِي الحضارةِ، منذُ آلافِ السنينْ
عَبَقَتْ بِزهرِ شبابِها ودمائِهم منذُ الأزلْ
تعساً لكمْ هَلْ تَسْمَعونْ ؟؟؟؟
أَبْكِي عَليكُمْ لا لَكُمْ
أَبْكِي عليكمْ لا لكمْ
لا تَنْدُبُوا أَطفالَ غزةَ إِنَّمَا
ابْكُوا لأنْفِسِكُمْ فغزةُ لنْ تُسَاومَ أوْ تُذَلْ
هِيَ بسمِ خَالِقَها تَسيرُ لِغَايةٍ عُظْمَى
وَخالِقَها أَجَلْ
****
شحده البهبهاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق