يا شامُ فانْتسِبِي

حُزْنَاً عَلِيكَ أُقَاسِي الهَـمَّ وَالنَّصَبَا

يَا شَامُ نُجْمُكِ فِي العلْيِاءِ مُنْتَصِبَا

يَا شَامُ مِنْكِ وَفِيكِ العِشْقُ مِنْ زَمَنٍ

أَبْكِي عَلِيكِ  وَكَمْ  بَـاكٍ قَدِ انْتَحَبَا

يَا شَامُ مِنْ حَزَنْ غَضَباً وَمِنْ ألـمٍ

تَبْكِي العيونُ دَمَاً، لَمْ تَعْرِفِ الطَّرَبَا

كَمْ ضَمَّنَا زَمَنٌ وَالحُبُّ يَغْمُرُنَا

نَسْقِي الدُّنَى غَدَقاً، عِطْرَاً قَدِ انْسَكَبَا

كَمْ كُنْتَ رَائِعَةً بِالعِلمِ مُشْرِقَةً

فَاضَ المُنَى زَهْواً وَالآنَ مُنْتَحِبَا

كُلُّ الطُّيُورِ بَكَتْ مِنْ غُرْبَةٍ فَجِعَتْ

بالغُصْنُ مُكْتَئِباً بِالدَّمْعٍ مُنْسَكِبَا

في يومِ جُمْعتِكُمْ اللهُ وَحْدَكَمْ

كَيْ تَرْفَعُوا عَلَماُ للعَدلِ مُنْتَسِبَا

اللهُ نَاصِرَكُمْ فَالحقُ فِي يَدِكُمْ

والظُّلْمُ آخِرَهُ خِزْيٌ بِمَا اكْتَسَبَا

يا شام فانتسبي للمجد واكتسبي

مَا زِلتِ في عربٍ القلبَ والهُدُبَا

****

شحده البهبهاني