جديد

الجمعة، 17 يناير 2014

حق للقسام أن تبكي أباها


قيلت هذه القصيدة في رثاء الشيخ أحمد ياسين في اللقاء الشعري في الجامعة الإسلامية
الرنتيسي والياسين في عيون الشعراء

ماجتِ القسامُ تبكي من بناها


من ترى الكفء إذا غاب فتاها

يا أبا القسام شيخا وفتىً


أنت للقسام شمسٌ في سماها

أشرقت عزة شعبي عندما


سَطَعَ القسام في ليل دَجاها

لو بنى المجد بناءً كُنْتَهُ


تهدي للعلياء من ضل هداها

يا أبياً زانهُ الدينُ تقى


فاكتسى الوجه ضياءً لا يباهى

يا عظيماً صفق المجد له


أنت يا شيخ من الدنيا رجاها

زانهُ ورعٌ وعلمٌ وهما


زينةٌ النفس وأقصى مبتغاها

غرت الدنيا نفوساً بعدما


ضاعت الأوطان والظلم غشاها

يعشق الناس قصوراً إنما


عشق الشيخ من الأرض ثراها

ساكن القصر تهاوى ساقطاً


عاشق الأرض تسامى في علاها

كم عرفناك تقياً وَرِعَاً


باع للخالق نفساً فاشترها

******************
يبعث الله رجالاً أمةً


هم جنود الحق إن يعلو نداها

أنت لم تطلب ثراءً إنما


تطلب الأجر من الله جِناها

تُرهب الأعداء حتى أفردوا


أفردوا في السجن من أعلى بناها

ما سمعنا عن أسير مقعدٍ


قامت الدنيا إذا الشيخ دعاها

كم سعى الأعداء قسراً ذلة


ثم خابوا قوة النفس حِماها

لم يزدك السجن إلا قوةً


قوة الحق وما أقوى صداها

عشت يا شيخُ تُربي فتيةً


تعشق الموت كما تعشق رباها

كم شهيدٍ شامخ الرأس مضى


ثمّ ألفٍ ثم ألفٍ في خطاها

أدرك الأعداء أنا أمة


لا تهاب الموت بل لبت نداها

لم يساموا الذُل حتى أدركوا


أن للقسام شبلاً من جَناها

هم شبابٌ عرفوا الدرب وهم


من هُدى الدين أسودٌ في جواها

لن يصون الحق إلا فتيةٌ


أقسموا بالله أن يحموا حماها

كل يوم هو نصرٌ فاتحٌ


شمس حطين تهادت في كِساها

كم طوى الموت رجالاً إنما


أنت يا شيخُ من العين ضياها

*****************
ضمك القبر وكم ضم أباً


ظل رغم الموت شمسا في سماها

كم رجوناك لنصر كنته


ورفيق الدرب حتى منتهاها

إنها الأيام تعطي مثلما


تأخذ الأيامُ ما أعطت يداها

إن في العلياء سلوى للذي


طلب العلياء بالنفس افتداها

يا الهي ألهم الصبر ذويه


واجعل الأجر عظيما في جناها

أسْكنْ الشيخَ بأعلى جنةٍ


حق للقسام أن تبكي أباها

****
شحده البهبهاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق